अमीरा धात हिम्मा
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
शैलियों
ذكر البطال ذلك بسبب الذعر والفزع الهائلين اللذين سادا المدينة والمهرجان؛ حيث انطلقت الألوف المؤلفة بأصباغها وأقنعتها وملابسها الغريبة مندفعة جارية في كل اتجاه لا تعرف لها مهربا، بينما المجاهدون العرب يواصلون مطارداتهم وحصارهم، سواء على طول الساحات والميادين العامة، أو داخل أغوار الحدائق والمتنزهات المزدانة، وحتى داخل القصور والمباني دون هوادة.
واضطلع الأمير عبد الوهاب بنفسه يتبعه فيلقه بمطاردة ومنازلة قادة جند محمية المدينة وحكامها، متخلصا من رقابهم الواحدة بعد الأخرى وهو يعمل فيهم بحسامه حصدا داخل أروقة قصر الملك مانويل ذاته، الذي سدت الجثث منافذه وأروقته وسراديبه سدا؛ حتى لم يعد هناك من منفذ.
وحين انتهوا من إفناء كل نبض لمقاومة، احتضنت الأميرة ذات الهمة ابنها عبد الوهاب وهي تجفف عنه جروحه، وتمسح بكف يدها الحانية أصباغه التي تنكر بها.
وهنا اندفع أبو محمد البطال مضاحكا الأميرة ذات الهمة وهو يأخذ بيدها لتعتلي مكان أعلى عروش أوروبا هامة ومقامة، وهو عرش الملك مانويل الثالث، نازعة عنها ثياب الروم والأصباغ والشعر المستعار والقناع، مشيرة إلى الكرنفال الكبير التنكري الذي استحال إلى عيد للذعر مما حدث.
وهكذا دانت لهم القسطنطينية وعواصم وثغور بلاد الأروام الواسعة التي تعيش بالخير الكثير والثراء. •••
وعلى هذا النحو الصادم الفاجع وصل الخبر القاتل إلى الملك مانويل وقادة جيشه، بعد أن أشعلوا الموصل بالنيران وقاربوا بغداد ذاتها؛ كيف أن الأمير عبد الوهاب بعد أن شفي من جراحه الدامية، والبطال ومن معه من الفرسان، تملكوا البلاد والثغور طولا وعرضا، وفتحوا القسطنطينية ذاتها، وقتلوا من فيها من الحاميات والأجناد.
وكيف أن الأميرة ذات الهمة قد استولت على قصر حكمه، واعتلت عرشه ، ووضعت تاج الآباء والجدود على رأسها، فطار صواب الملك مانويل غضبا، واستبد به الجنون متسائلا لكل من يقع بصره عليه: أترون ... أحقا ما نسمع ويحدث؟
وهكذا اجتمع قادته من الملوك والكرادلة لبحث الأمر، وهم يترحمون على الملك الذي طاش صوابه، وشلت حركته من هول المفاجأة، وأجمعوا على أهمية إيقاف القتال ومواصلة الزحف في
وهكذا تواترت الأخبار من مقر الخلافة في بغداد بالعودة المفاجئة لجيوش الأروام المتحالفة الجرارة مندحرة إلى مقر هارون الرشيد في مالطة، فتحسب هارون الرشيد من فوره لأهمية عودتهم
ورتب من فوره لحماية مالطة وبقية الثغور، ثم عاد أدراجه إلى بغداد المنقلبة رأسا على عقب لما يحدث من مفاجآت غير متوقعة، سواء بالنسبة إلى تملك ذات الهمة وعبد الوهاب القسطنطينية، أو بالنسبة إلى عودة الملك مانويل بجيوشه بعد أن قاربت مشارف بغداد.
अज्ञात पृष्ठ