अमीरा धात हिम्मा
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
शैलियों
وواصلت أوامرها في حجلاتها وسلاسلها لحملة قوارير الغاز والقنابل النفطية، ومشعلي الحرائق، ومطلقي البخور المركب والغازات السامة وهكذا.
وخلال وضعها لخططها المحكمة، وانتظارا للحظة المرتقبة، فإنها كانت تتظاهر بالبكاء والنحيب، وإهالة التراب على رأسها زاحفة تحت أقدام جلاديها، وخاصة أبا محمد البطال، الذي تعود المزاح معها وإلهاب ظهرها بسياطه، متخذا هيئة البطريق؛ القائد المنتصر الذي يلتف حوله الجميع.
كانت ذات الهمة تعاني الكثير وهي تكتم ضحكاتها بسبب تعليقات البطال وإيماءاته وحركاته، وهو يرفع عقيرته عاليا مشاركا بطارقة الأروام ابتهالاتهم، والرطن بلغاتهم، وهو يعاود إلهاب ظهرها العاري بسياطه قائلا: فرصة ... فرصة سعيدة. •••
وكثيرا ما كانت ذات الهمة الأسيرة تغلبها غرابة أطوار أبي محمد البطال عبر إيماءاته وتبديه وقدرته على التمثيل والتقمص والمحاكاة، التي تصل به إلى تقليد الأصوات واللكنات، ورفع العقيرة والإنشاد بصوت غاية في الجمال، وإن لم يخل من تهكم دفين كان يصل بذات الهمة إلى حد الاستغراب وهي تزحف كبدوية في سبيها عند القدمين حاملة أصفادها الحديدية مع آلاف العرب الباقين.
فكان البطال يصل بالمأزق الحرج الذي هم فيه إلى أقصى درجات الحذر من انكشاف الموقف، إلا أنه سريعا ما كان يعاود مواصلة الاستمرار في التمثيل وإتيان أفعال شاقة وغريبة عبر ذلك الاحتفال الكرنفالي، الذي تنكر فيه الجميع من غالب ومغلوب وهم في طريق زحفهم على طول ساحات عاصمة الأروام وحصونها وكاتدرائياتها، كمثل مشهد تمثيلي ملحمي يشترك في أدائه ولعب أدواره الآلاف المؤلفة من عتاة الممثلين والممثلات.
ومن عادات الأروام أن نساءهم لا يسترون وجوههن - وقد كحلن أعينهن - فظهرن كأنهن الشموس الطوالع، وكانت جملة البنات والأبكار ثمانين ألفا من النساء.
وركب أوسطليس بن جرجيس - وكان النائب المعين من قبل الملك مانويل على القسطنطينية - في عشرين ألف بطريق من الفوارس، وخرج ليلقى السبي العربي، حتى إذا ما التقى بالبطريق قائد السبي؛ وهو أبو محمد البطال،
حيث أغلقت في إثرهم أبوابها النحاسية القانية الاحمرار كذهب أندلسي متوهج.
هنا صاح أبو محمد على الرجال؛ فأطبق عليهم الأمير عبد الوهاب وذات الهمة وكتائبهما المتنكرة بأسرع من انطباق الجفن على الجفن، متخلصين من ثيابهم وأصباغهم ولحاهم وصلبانهم، وضربوا رقابهم على مرأى ممن في القسطنطينية من المحتفلين بالكرنفال.
وقال أبو محمد البطال - بعد أن انتهى من إفناء معظم قادة القسطنطينية وجندها وسط الذعر والفزع الذي تحول إليه المهرجان: «إن ألفا من العوام لا يساوون كف تراب.»
अज्ञात पृष्ठ