============================================================
الأعور، وكان منجما طبيبا، وكان من رؤساء المتكلمين، وعالما بالدولة وبرجال الدعوة، وكان أحفظ الناس لما سمع، وأقلهم توما، وأصيرهم على السهر".
وما دام ابراهيم بهذه الصورة التى رسمها الجاحظ فلا أقل من أن يكون الجد الأول لشاعرنا الذى جمع هو أيضا أنواع العلوم والمعارف فى عصره
كما سيتضح لنا عند الحديث عن لقبه الذى لقب نفسه به وقد يقول قائل: ولم لا يكون نصر بن السندى بن شاهاث هو الجد الأول لشاعرنا: والجواب أن ما قاله الجاحظ عن نصر لا يجعله جدا لمثل شاعرنا ، ولا أدل على ذلك من أني لم أجد لنصر ذكرا فى البيان والتبيين الا فى المرة التى ذكرتها آنفا، ولم آجده البتة فى الحيوان أو غيره من كتب الجاحظ، وذلك لأن فنمه وعلمه مقصوران على ناحية معينة ذكرها الجاحظ، وقد ذكر شاعرنا "نصرا" فى شعره حين يقمول فى مدح الرشيدى(1): يا ابن مولى أبى نصر السذ دى ركن الخحلافة المشدود خلاف ابراهيم الذى كان دائرة معارف، وهذا هو الذى جعل الجاحظ يعجب به ويوثقه، ويروى عنه، وقد اتضح آثر إبراهيم فى شاعر نا الذى كان دائرة معارف آيضا.
وما دمنا قد عرفنا أن "السندى بن شاهاث " لم يتجب إلا "ابر اهيم" و لانصره فإنه من الطبيعى أن يكون ابراهيم الجد الأول لشاعرنا، ويكون "الحسين" أباه: الثانى : لأنه - كما يقول الزركلى - لابد أن يكون بين شاعرنا وجده الأكبر "السندى" أبوان ، فكان لابد من أن يكون ابراهيم هو الجد الأول ، (1) انظر رقم (9) فى قانية الدال من ديوان كشاجم بتحقيقنا
पृष्ठ 35