ولكن ما دام الأدب في خدمة المجتمع، فإنه يجب أن يندعم في مشكلات المجتمع، ويجب أن يرفع إحساسنا إلى طرب الحزن أو الفرح، أو الغضب أو المرح، أو القلق أو الاستطلاع، حتى يحملنا على التفكير، وحتى يحيل حياتنا الفردية إلى حياة اجتماعية تترفع على الهموم الشخصية الصغيرة وتضطلع بالهموم الإنسانية الكبرى.
وعندئذ لا نجد في الأدب طرب الكلمة فقط بل طرب الفكرة أيضا. •••
عندنا في مصر طبقة من الأدباء قد انغمست في دراسة الأدب العربي القديم وأخذت بقيمه ومقاييسه، وهي تعلم هذا الأدب في مدارسنا وجامعاتنا كما لو كان أسمى الآداب، بل كما لو كان الأدب الإعجازي المفرد الذي لا نستطيع أن نرتفع إليه.
ويجب أن نسلم قبل كل شيء بأن الأدب العربي القديم فن قد احتوى الشرط الأول للفنون وهو الطرب، ولكن فكرتنا العصرية عن الأدب تعلو على الطرب وإن لم تستغن عنه؛ إذ نحن نطلب من الأديب:
أن يكتب للشعب بلغة الشعب المستطاعة، وأن تكون شئون الشعب موضوعات دراسته واهتمامه.
وأن يكون له مقام المعلم المربي، وليس مقام المسلي المهرج.
وأن تكون له رسالة، كما لو كان نبيا يرشد ويعين الأهداف، ولا يكذب، فينافق ويخدع.
وأن تكون نظرته إنسانية شاملة.
وأن يزيد حياة القارئ حيوية، بالتوسع والتعمق والفهم للكون والدنيا والإنسان.
وأن يوجد حوله مناخا تستطيع الحريات أن تحيا فيه وتنمو وتنتصر.
अज्ञात पृष्ठ