وجعل يزيد بن المهلب ابنه مخلدا خليفة على خراسان، ورجع هو إلى سليمان، وحينما وصل إلى فارس سمع خبر موت سليمان. وقصد البصرة فى ولاية عمر بن عبد العزيز، وحينما دخلها، قدم إليه أمير البصرة عدى بن أرطاة الفزارى برسالة عمر بن عبد العزيز (وفيها) عزله عن العمل بعد هذا، ثم أرسلوه إلى عمر، وحينما وصل إليه سجنه، وكان جواب عمر لكل من تشفع فى يزيد أن يزيد قاتل، وليس له مكان أفضل من السجن، ثم أمر فطالبوا يزيدا بالأموال التى كان قد كتبها فى رسالة إلى سليمان، وحصلوا منه كل هذه الأموال.
الجراح بن عبد الله الحكمى
وأعطى عمر بن عبد العزيز خراسان إلى الجراح بن عبد الله الحكمى، وذهب إلى خراسان ، وقد أمره عمر أن يبعث إليه بمخلد بن يزيد. وحينما قدم الجراح إلى خراسان عام تسعة وتسعين قبض على مخلد فى الحال، وحبسه، ثم أوثق قيده بالسلاسل، وأرسله إلى عمر، وتصدق مخلد فى الطريق بثمانمائة درهم حتى وصل إلى الكوفة، فأخلص الناس له النية، وأحسنوا له القول.
وفى الوقت الذى كان فيه الجراح أميرا على خراسان أرسل محمد بن على 26 الإمام ميسرة 27 إلى العراق وخراسان، وأرسل دعاة آخرين أدخلوا كثيرا من الناس فى البيعة، ثم رجعوا.
عبد الرحمن بن نعيم الغامدى
ثم أعطى عمر بن عبد العزيز خراسان إلى عبد الرحمن بن نعيم عام مائة، وقدم عبد الرحمن إلى خراسان فى هذا العام.
ولما وصل مخلد بن يزيد بن المهلب إلى عمر بن عبد العزيز سر عمر منه، وقال عنه قولا كريما، وقال:" إن هذا أفضل من الوالد"، وأمر ألا يتعرضوا له.
Shafi 175