الطائع لله
هو أبو بكر عبد الكريم بن الفضل المطيع، ومنذ وقت أبى بكر الصديق حتى عصر المطيع، لم يكن خليفة بأبى بكر قط إلا هو، ولم يتول أحد الخلافة فى زمن والده سواه له أشعار كثيرة، وقد خلع المطيع نفسه من الخلافة فى مجلس كان قد حضر فيه بنو هاشم والعلويون والمشايخ والعدول، وأعطاها لابنه فقبلها- كما كان يقتضيه الواجب- فى ذى القعدة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
وكان بختيار حاجب الطائع وصهره قد ذهب إلى الأهواز لاستدراك ما قصر فيه أهلها من مال، وقد جعل سبكتگين چاشنى گير خليفة له فى بغداد، وأظهر سبكتگين العصيان فكان يأخذ الخزائن والسلاح والمال ويفسد، وكان يدعو الأتراك إليه، وكذلك كان يجمع حوله عامة الناس وأوباش المدن، وكانوا يغيرون على بيوت أهل الصلاح، ويسفكون الدماء، ويسلبون أموال الناس، ويعتدون على أعراضهم ومحارمهم، وقد أطلع بختيار (على هذه الفعال) عمه الحسن بن بويه، وطلب العون من ابن عمه فناخسرو من فارس، وأرسل حسن إلى أبى الفتح العميد مع گيل وديلم، وقدم سبكتگين لحربهم فى دير العاقول 70، ولكنه مرض هناك ومات بعد أربعة أيام .
ووقعت أحداث بين بختيار والترك فى واسط، وفى النهاية فر الترك وقدموا إلى بغداد، وقد سار أبو شجاع مع بختيار فى أثرهم قاصدين بغداد، وحينما وصلوا إلى المدائن جاء الخبر: إن الترك قد أغلقوا الجسر وجعلوا السواد خلفهم والطائع حليفهم، وقصد الترك بختيار، فتهيأ (لملاقاتهم) ودخلوا فدارت معركة حامية الوطيس، وانتصر أبو شجاع عليهم، وانهزموا، ورجع الديالمة بعد أن اجتهدوا أن ينزلوا بالترك هزيمة منكرة، وأشعل أبو شجاع النار فى معسكرهم، ودخل الترك بغداد من ناحية وخرجوا من الناحية الأخرى، وفروا مسرعين إلى الموصل.
Shafi 146