أحدها: أن يكون مطردا منعكسا، وحقيقة الطرد هو الإتيان بلفظة كل مع ذكر المحدود في أول الكلام والحد في آخره، والعكس هو الإتيان بلفظه كل مع ذكر الحد في أول الكلام وذكر المحدود في آخره، مثال الطرد هو أن يقول كل جسم فهو طويل عريض عميق، وإن عكست فقلت كل طويل عريض عميق فهو جسم ؛ لأنه متى إطرد وأنعكس كان جامعا مانعا، وقد يصح الطرد ولا يصح العكس، مثل أن تقول حقيقة الجسم هو الطويل العريض فيكون الحد باطلا، وإن أطرد لأنك تقول في طرده كل جسم فهو طويل عريض ولكنه لا ينعكس، فلهذا أفسد لأنك إذا عكست قلت كل طويل عريض فهو جسم وهذا غير صحيح، وإنما يكون سطحا أو صفحة، وقد يصح العكس ولا يصح الطرد، مثل أن تقول كل طويل عريض عميق أسود فهو جسم، ولا يقول كل جسم فهو طويل عريض عميق أسود؛ لأنه يخرج منه الأبيض والأحمر والأزرق، وهذه الحقيقة فاسدة وإن أنعكست؛ لأنها لم تطرد لأنك إذا أردت الطرد قلت كل جسم فهو طويل عريض عميق أسود، فخرج من المحدود ما هو منه، فبإطراد الحد يعرف أن لم يخرج منه ماهو منه وبعكاسه يعرف أنه لم يدخل فيه ما ليس منه، فإذا طرد وانعكس تبين لنا أنه جامع مانع لا يدخل في المحدود ماليس منه ولا يخرج عنه ما هو منه.
Shafi 41