وننزل أهل الكتاب حيث أنزلهم الله : أن يقاتلوا حتى يقروا بالجزية عن ذل وصغار ، ونستحل منهم إذا أقروا بالجزية نكاح الحرائر منهم (1) وهم أهل الملل الثلاث : اليهود والصابوون والنصارى ، وقد قال الله في كتابه : { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر } إلى قوله : { عن يد وهم صاغرون } (2) يعني : عن ذل وهم صاغرون (3) .
وقال : { أحل لكم الطيبات } : [ 03 ] يعني الحلال كله ، { وطعام الذين أوتوا الكتاب } : يعني ذبائحهم ، ثم قال : { والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب } يعني الحرائر منهم ، { إذآ آتيتموهن أجورهن } : أن تتزوجوهن بمهورهن ، فتبين (4) بقوله : { محصنين غير مسافحين } (5) ناكحين غير زانين معلنين { ولا متخذي أخدان } يعني أن يتخذ أحدكم خليلة يزني بها في السر ، فحرم الله ذلك سره وعلانيته كما قال في سورة الأنعام : { ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن } (6) . وفي الأعراف : { قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } (7) .
Shafi 44