وولى عمر بن عبدالعزيز فاستعمل عدي بن أرطأة الفزاري على العراق واستعمل عدي على عمان عمالا فأساؤا السيرة فيها فكتبوا إلى عمر بن عبدالعزيز فاستعمل عليهم عمر بن عبدالله الأنصاري فأحسن السيرة فيهم , فلم يزل واليا على عمان مكرما بين أهلها يستوفي الصدقات منهم بطيبة أنفسهم حتى مات عمر ابن عبدالعزيز , فقال عمر بن عبدالله لزياد بن المهلب هذه البلاد بلاد قومك فشأنك بها , وخرج عمر بن عبدالله من عمان , وقام زياد بن المهلب في عمان حتى ظهر أبو العباس السفاح وصار ملك بني أمية إليه , وولى أبا جعفر المنصور على العراق فاستعمل أبو جعفر على عمان جناح بن عباد قيس بن عمرو الهنائي وهو أخو عقبة ابن أسلم الهنائي لأمه , فقدم إلى عمان عاملا عليها وهو صاحب المسجد المعروف بمسجد جناح وهو بصحار؛ ثم عزله المنصور وولى ابنه محمد ابن جناح فداهن المسلمين حتى صارت ولاية عمان لهم؛ فعند ذلك عقدوا الإمامة للجلندى بن مسعود فكان سببا لقوة الإسلام على حسب ما سيأتي ذكره والله أعلم.
باب في عقيدة أهل عمان
وإنما احتجنا لذكرها ليعلم الواقف عليها أنهم على السبيل الأول لم يبدلوا ولم يغيروا؛ وإنما كان التغيير والتبديل في سواهم من أهل الصراط المستقيم الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ودعا العرب والعجم إليه؛ وجاهدهم عليه حتى دخلوا فيه رغبا ورهبا وعليه لقي ربه صلى الله عليه وسلم؛ وعليه مضى الخليفتان الراضيان المرضيان حتى لقيا ربهما؛ وعليه مضى عثمان بن عفان في صدر خلافته حتى غير وبدل فقاموا عليه وعاتبوه فتوبوه فرجع إلى غيه ثم عاتبوه فتوبوه ثم عاد إلى غيه وأعذروا إلى الله فيه حتى عذروا بين الخاص والعام وطلبوه الاعتزال من أمرهم فأبى فاجتمعوا عليه وحاصروه حتى قتل في داره.
Shafi 64