قال: ويقال إن سبيعة بن عراك خرج إلى أبي بكر الصديق في سبى دبا الذين أخذهم حذيفة بن محصن الغلفاني وكان سبيعة زعيم القوم والمعلا بن سعد الخمامي؛ وكان اسم معلا ثعلبة؛ فسماه عمر بن الخطاب المعلا؛ فقدموا المدينة وقد مات أبو بكر الصديق رحمه الله؛ وقام بأمر الناس عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ فكلماه في سبي أهل دبا , وقال المعلا بن سعد الخمامي؛ يا أمير المؤمنين إن حذيفة ابن المحصن تعدى طوره وعظم في الناس حدثه؛ لولا مراقبة أمير المؤمنين لكان شكامه متانا جزاء له عن غيره واعظا لغيره؛ ولكن حملنا على مخافة نكله فنرادف العثرة وسكنت الحرة ولم نكد؛ فقال عمر يا معلي إن في الحق سعة وكف عربك أولى بك؛ إن الإسلام سوى بين الناس فرفع الوصيع ورفع الشريف؛ وأعطى كل امرئ قسطه من خيره وشره؛ ثم أمر عمر بن الخطاب برد السبي , فذلك حيث يقول كعب بن معدان الأشقري يفخر على يزيد بن حسان الأيادي.
في زمان سبيعة بن عراك = والمعلا إذ يبينان الفعالا
حين ردا سباء أهل عمان = أكثر الحل فيه والترحلا
وفيه يقول أيضا:
وما ولد المحاصن كالمعلى = أخى النجدات ثعلبة بن سعد
وقال الشيخ خلف بن زياد البحراني في سيرته بلغنا أن أبا بكر بعث إلى أهل عمان مصدقا يأخذ صدقات أموالهم وهم مقرون بالحكم كله , فأعطوه الصدقة جميعا لم يمنعها أحمد منهم , غير ان امرأة من أهل دبا شاجرت بعض المصدقين؛ فزعمت أنه قد استوفى جميع حقه؛ وزعم أنه بقي عليها بقية منه؛ فتنازعا في ذلك فقرعها قرعة فاستغاثت ببعض أهلها فأغاثها , فأقبل ومن معه إلى الذي قرعها ومن معه من المصدقين؛ فتواقعوا وتنادوا عند ذلك؛ يا آل بني فلان؛ حين رأوا أن القبائل قد نشت بينهم.
Shafi 58