ذكر وقعة دبا بفتح الدال المهملة وفتح الباء والموحدة والمخففة موضع من الجانب الغربي من عمان على ساحل البحر الشمالي , وكان ذلك في آخر خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ وذلك أن أبا بكر الصديق وجه حذيفة بن محصن الغلفاني وهو من بارق حليف للأنصار؛ وكان له بصر وليس هو بحذيفة بن اليمان , فوجهه أبو بكر إلى عمان أميرا فصدقه؛ فلما صار في ولد الحارث بن مالك بن فهم ليصدقهم تناول بعض أصحابه امرأة من العفاة وكان عليها فريضة شاة مسنه فأعطتهم عتودا أوعناقا وكان الشاة المسنه فأبوا أن يقبلوها فأخذوا ما أرادوا فنادت يا آل مالك؛ فقال حذيفة دعوة جاهلية وخاف أن يكون القوم قد ارتدوا فأغار عليهم فأخذ ناس منهم وهم قليل؛ فمضى بهم إلى المدينة , وأتبعهم سبيعة بن عراك الصيلي والعلي ابن سعد الخمامي والحارث بن كلثوم الحديدي في أصحابهم؛ فوفدوا إلى أبي بكر فقالوا يا خليفة رسول الله إنا على إسلامنا لم ننتقل عنه؛ ولم نمنع زكاة ولم ننزع يدا من طاعة؛ ولم نرجع عن دين؛ وقد عجل علينا صاحبك وكففنا أيدينا إلى أن أتينا؛ فقال اصنع بكم ما صنعت بالعرب؛ إن شئتم خليت المال وأخذت السبي فقادوا السبي فقالوا: على كل أسير أربعمائة وخمسين درهما. كذا ذكر العتبي في الأنساب.
Shafi 57