قال: وكانت دعوة جاهلية قد كان يقال إن من دعى بها حل دمه حين يدعو بها أو يتوب , فاقتتلوا ما شاء الله؛ وظهر المصدقون عليهم فجاء حذيفة الغلفاني وكان ولي ذلك؛ فسبا أهل دبا وفيهم ذرية من لم يقاتلهم من النساء والولدان , وذرية من كان قد غاب؛ أو كان قد مات؛ وهو مسلم ونساؤه في غير إنكار منهم بشيء من التنزيل , ولا امتناع منهم بما قبلهم من الحق.
قال: فلم يبق أحد من أهل دبا قدر عليه إلا سباه؛ فوافق بذلك عمر بن الخطاب رحمة الله عليه
وكان أول مبعثهم في حياة أبي بكر رحمة الله عليه؛ فقال له عمر حين انتهى إليه وحلف له بالله أن لو أعلمك تسبيهم بدين دوني تقطع فيهم على لقطعتك طوائف ثم بعثت إلى كل مصر منك بطائفة
قال: ثم نقض أمر أهل دبا وردهم إلى منازلهم بأموالهم إلا من استخفى بشيء منهم خيانة , قال وأجاز المسلمون بما أصيب منهم , وأصابهم من البلى بثلاثمائة , وأخرج ذلك لهم من مال الله
هذا حاصل قضية دبا من الكتب العمانية؛ وهم أعرف بحالهم وبما عليه أوائلهم ولا يصح ما ذكره ابن الأثير في كامله حيث قال: وأما عمان فإنه نبغ بها ذو التاج لقيط بن مالك الأزدي , وكان يسمى في الجاهلية الجلندى قال وادعى بمثل ما ادعى من تنبأ , وغلب على عمان مرتدا.
Shafi 59