قال وكان رأس شنؤه صبرة بن سليمان الحداني , ورأس بني مالك منهم يزيد ابن جعفر الجهضمي , ورأس عمران أبو صفرة ومعه جماعة , فعبر بهم عثمان بن أبي العاصي من جلفار إلى جزيرة كاوان , وفيها قائد العجم , فسالم عثمان ولم يقاتله , فكتب يزدجرد إلى عظيم كرمان أن أقطع إلى جزيرة بني كاوان فحل بين العرب الذين بها وبين إخوانهم , فقطع في ثلاثة ألاف أو أربعة من هرموز إلى رأس القسم؛ فلقيه يسلمان بن أبي العاصي في جزيرة القسم واسمها جاش فعربوها فتقاتلوا قتالا شديدا , فقتل الله شهرك وهزم المشركين , وقيل أن يزدجرد وجه إليه شهرك في أربعين ألافا من الأساورة وقد انتخبه وقواهم , فالتقوا بشهرك واقتتلوا قتالا شديدا؛ وقتل شهرك وانهزم المشركين؛ وكانت العرب تدعوا شهرك ابن الحمراء , وكان الذي قتل شهرك جابر بن حديد اليحمدي؛ ويقال اشترك في قتل شهرك جماعة منهم أبو صفرة وباب بن ذي الحرة الحميري , وكان باب فيما يزعمون هو الذي طعن شهرك فأرداه؛ وفي ذلك يقول بعض الشعراء:
باب بن ذي الحرة أردى شهركا= والخيل تجتاب العجاج الأرمكا
فلما ظفر أهل عمان بشهرك ساروا حتى قدموا العراق؛ فنزلوا توج؛ وذلك بعد افتتاح الكوفة والمدائن بيسير , فيزعمون أن أهل البصرة كانوا قد حسدوهم منزلتهم؛ وكان قدومهم البصرة حين أمر عمر بن الخطاب أن تمصر البصرة وأمر أن يضرب بموضع البصرة خططا لمن هناك من العرب , ويجعل في كل قبيلة محلة , وأمرهم أن يبنوا لأنفسهم المنازل وكان أول من قدم البصرة من أهل عمان ثمانية عشر رجلا منهم كعب بن سنور من بني لقيت ابن الحارث ابن مالك بن فهم , وفد إلى عمر بن الخطاب من توج فاستقضاه عمر على البصرة. ثم إن جماعة الأزد الذين قدموا من عمان مع ظالم بن سراق وكانوا جند عثمان بن أبي العاصي , ضمهم عبدالله بن عامر إليه وهو عامل عثمان بن عفان على البصرة. والله أعلم.
Shafi 56