وذكر ابن الأثير في كامله أيضا في قدوم عمرو على معاوية بعد قتل عثمان قال وكان قد علم الذي يكون فعمل عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد بعثه إلى عمان؛ فسمع من خبر هناك شيئا عرف مصداقه , فسأله عن وفاة النبي ومن يكون من بعده فأخبره بأبي بكر , وأن مدته قصيرة , ثم يلي رجل من قومه مثله تطول مدته ويقتل غيلة؛ ثم يلي بعده رجل من قومه تطول مدته ويقتل عن ملأ , قال ذلك أشر , ثم يلي بعده رجل من قومه ينتشر الناس عليه ويكون على رأسه حرب شديدة , ثم يقتل قبل أن يجتمع الناس عليه , ثم يلي بعده أمير الأرض المقدسة فيطول ملكه وتجتمع عليه أهل تلك الفرقة ثم يموت.
---------------------------------------------------------------------- ----------
[1] - هم الغسانيون من عرب الشام.
باب عمال عمان بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر في بعض السير العمانية أن أبا بكررضي الله عنه أقر جيفر وأخاه عبدا على ملكهما , وجعل لهما أخذ الصدقات من أهلها وحملها إليه؛ قال ولم يزالا في عمان متقدمين إلى أن ماتا.
ثم خلف من بعدهما عباد بن عبد الجلنداني في زمن عثمان وعلي؛ فلما وقعت الفتنة وصار الملك إلى كعاوية لم يكن لمعاوية سلطان في عمان حتى صار الملك لعبد الملك بن مروان , وأستعمل الحجاج على أرض العراق , وكان ذلك في زمن سليمان وسعيد ابني عباد بن عبد بن الجلندى؛ وهما القيمان في عمان , فكان الحجاج يغزوهما بجيوش عظيمة , وهما يفيضان جموعه ويبيدان عساكره في مواطن كثير على حسب ما سيأتي ذكره في محله إن شاء الله تعالى.
وفي أسد الغابة لأبن الأثير أن أبا بكر استعمل عكرمة على عمان ثم عزلة وسيره إلى اليمن , وأستعمل على عمان حذيفة القلعاني , فلم يزل واليا عليها إلى أن توفي أبو بكر , وضبط القلعاني في نسخة أبي عمر بالقاف واللام والعين.
Shafi 54