ولما فرغ خالد من بيعة بني عامر أوثق عيينة بن حصن وقرة بن هبيرة القشيري وبعث بهما إلى أبي بكر الصديق؛ قال ابن عباس فقدم بهما إلى المدينة في وثاق , فنظرت إلى عيينة مجموعة يداه إلى عنقه بحبل ينخسه غلمان المدينة بالجريد ويضربونه ويقولون أي عدو الله أكفرت بالله بعد إيمانك؟ فيقول والله ما كنت آمنت بالله , فلم يعاقب أبو بكر قرة وعفا عنه وكتب له أمانا وكتب لعيينة أمانا وقبل منه.
وفي كامل ابن الأثير قال مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو بعمان فأقبل حتى انتهى إلى البحرين , فوجد المنذر بن ساوى في الموت ,ثم خرج عنه إلى بلاد بني عامر فنزل بقرة بن هبيرة وقرة قدم رجلا ويؤخر أخرى , ومعه عسكر من بني عامر؛ فذبح له وأكرم مثواه؛ فلما أراد الرحلة خلا به قرة وقال يا هذا إن العرب لا تطيب لكم نفسا بالأتاوة , فإن عفيتموها من أخذ أموالها فستسمع لكم وتطيع؛ وإن أبيتم لا تجتمع عليكم؛ فقال له عمرو: أكفرت يا قرة أتخوفنا بالعرب؛ فو الله لأوطئن عليك الخيل في حفش أمك وأحفاش بيت ينفرد فيه التعساء , وقدم على المسلمين بالمدينة فأخبرهم فطافوا به يسألونه فأخبرهم إن العساكر معسكرة من دبا إلى المدينة فتفرقوا وتحلقوا حلقا , وأقبل عمر يريد التسليم على عمرو فمر على حلقة فيها علي وعثمان وطلحة والزبير وعبدالرحمن وسعد؛ فلما دنا عمر منهم سكتوا , فقال فيما أنتم؟ فلم يجيبوه؛ فقال لهم إنكم تقولون ما أخوفنا على قريش من العرب , قالوا صدقت , قال فلا تخافوهم , وإنا والله منكم على العرب أخوف مني من العرب عليكم , والله لو تدخلون معاشر قريش حجرا لدخلته العرب في آثاركم فاتقوا الله فيهم , ومضى عمر.
فلما قدم بقرة بن هبيرة على أبي بكر أسيرا استشهد بعمرو على إسلامه , فأحضر أبو بكر عمرا فسأله فأخبره بقول قرة إلى أن وصلا إلى ذكر الزكاة؛ فقال قرة مهلا يا عمرو , فقال كلا والله لأخبرته بجميعه؛ فعفا عنه أبو بكر وقبل إسلامه.
Shafi 53