وَلَا يُعَارض هَذَا نَحْو خبر إطْعَام الطَّعَام خبر أَعمال الْإِسْلَام لأنّ الْمُصْطَفى كَانَ يُجيب كلا بِمَا يُوَافقهُ ويصلحه أَو بِحَسب الْوَقْت أَو الْحَال وَمعنى الْمحبَّة من الله تعلق الْإِرَادَة بالثواب (حم ق د ن عَن ابْن مَسْعُود) عبد الله
(أحبّ الْأَعْمَال إِلَى الله تَعَالَى أدومها) أَي أَكْثَرهَا ثَوابًا أَكْثَرهَا تتابعا ومواظبة (وَإِن قلّ) ذَلِك الْعَمَل المداوم عَلَيْهِ لأنّ تَارِك الْعَمَل بعد الشُّرُوع كالمعرض بعد الْوَصْل والقليل الدَّائِم خير من الْكثير الْمُنْقَطع وَالْمرَاد الْمُوَاظبَة الْعُرْفِيَّة وَإِلَّا فحقيقة الدَّوَام شُمُول جَمِيع الْأَزْمِنَة وَهُوَ غير مَقْدُور (ق عَن عَائِشَة)
(أحب الْأَعْمَال إِلَى الله أَن تَمُوت وَلِسَانك) أَي وَالْحَال أنّ لسَانك (رطب من ذكر الله) يَعْنِي أَن تلازم الذّكر حَتَّى يحضرك الْمَوْت وَأَنت ذَاكر فإنّ للذّكر فَوَائِد لَا تحصى قَالَ الْغَزالِيّ أفضل الْأَعْمَال بعد الْإِيمَان ذكر الله (حب وَابْن السّني فِي عمل يَوْم وَلَيْلَة طب هَب عَن معَاذ) بن جبل وَإِسْنَاده صَحِيح
(أحب الْأَعْمَال) الَّتِي يَفْعَلهَا أحدكُم مَعَ غَيره (إِلَى الله من) أَي عمل إِنْسَان (أطْعم) مُحْتَرما (مِسْكينا) أَي مضطرّ إِلَى الْإِطْعَام (من جوع) قدمه لِأَنَّهُ سَبَب لحفظ حُرْمَة الرّوح (أَو دفع عَنهُ مغرما) دينا أَو غَيره مِمَّا توجه عَلَيْهِ سَوَاء لزمَه أم لم يلْزمه وَسَوَاء كَانَ الدّفع بأَدَاء أَو شُفْعَة أَو غير ذَلِك (أَو كشف عَنهُ كربا) غما أَو شدّة أَي أزاله عَنهُ وَلكَون هَذَا أعمّ مِمَّا قبله ختم بِهِ قصدا للتعميم (طب عَن الحكم بن عُمَيْر) وَفِيه ضعف
(أحب الْأَعْمَال إِلَى الله بعد الْفَرَائِض) أَي بعد أَدَاء الْفَرَائِض العينية من صَلَاة وَزَكَاة وَصَوْم وَحج (إِدْخَال السرُور) أَي الْفَرح (على الْمُسلم) بِأَن يفعل مَعَه مَا يسرّ بِهِ من نَحْو تبشير بحدوث نعْمَة أَو اندفاع نقمة أَو إِزَالَة كرب أَو غير ذَلِك وَالْمرَاد الْمُسلم الْمَعْصُوم (طب) وَكَذَا فِي الْأَوْسَط (عَن ابْن عَبَّاس) وَضَعفه الْعِرَاقِيّ
(أحب الْأَعْمَال إِلَى الله حفظ اللِّسَان) أَي صيانته عَن النُّطْق بِمَا نهى عَنهُ من نَحْو كذب وغيبة ونميمة وَغَيرهَا (هَب عَن أبي حجيفة) بِالتَّصْغِيرِ واسْمه وهب السوَائِي وَإِسْنَاده حسن
(أحب الْأَعْمَال إِلَى الله الْحبّ فِي الله والبغض فِي الله) أَي لأَجله وبسببه لَا لغَرَض آخر كميل أَو إِحْسَان وَمن لَازم الْحبّ فِي الله حب أوليائه وأصفيائه وَمن شَرط محبتهم اقتفاء آثَارهم وطاعتهم (حم عَن أبي ذَر) الْغِفَارِيّ وَإِسْنَاده حسن (أحب أَهلِي إليّ فَاطِمَة) الزهراء قَالَه حِين سَأَلَهُ عليّ وَالْعَبَّاس يَا رَسُول الله أَي أهلك أحب إِلَيْك (ت ك عَن أُسَامَة بن زيد) حبه واين حبه بِإِسْنَاد صَحِيح
(أحب أهل بَيْتِي إليّ) وهم فَاطِمَة وابناها وعليّ أَصْحَاب الكساء (الْحسن وَالْحُسَيْن) وَمن قَالَ بِدُخُول الزَّوْجَات فمراده كَمَا قَالَ النَّوَوِيّ أنهنّ من أهل بَيته الَّذين يعولهم وَأمر باحترامهم وإكرامهم وَلَا تعَارض بَين هَذَا وَمَا قبله لأنّ جِهَات الْحبّ مُخْتَلفَة أَو يُقَال فَاطِمَة أحب أَهله الْإِنَاث والحسنان أحب أَهله الذُّكُور هَذَا وَالْحق أَن فَاطِمَة لَهَا الأحبية الْمُطلقَة ثَبت ذَلِك فِي عدّة أَحَادِيث أَفَادَ مجموعها التَّوَاتُر الْمَعْنَوِيّ وَمَا عَداهَا فعلى معنى من أَو اخْتِلَاف الْجِهَة (ت) وَكَذَا أَبُو يعلى (عَن أنس) بن مَالك وَحسنه التِّرْمِذِيّ وَغَيره
(أحب النَّاس إليّ) من حلائلي الْمَوْجُودين بِالْمَدِينَةِ حَال هَذِه الْمقَالة (عَائِشَة) على وزان خبر أوّل مَوْلُود فِي الْإِسْلَام ابْن الزبير يَعْنِي بِالْمَدِينَةِ (وَمن الرِّجَال أَبوهَا) لسابقته فِي الْإِسْلَام ونصحه لله وَرَسُوله وبذله نَفسه وَمَاله فِي رضاهما (ق ت عَن عَمْرو بن العَاصِي) بِالْيَاءِ وَيجوز حذفهَا (ت هـ عَن أنس) بن مَالك
(أحب الْأَسْمَاء إِلَى الله) أَي أحب مَا تسمى بِهِ العَبْد إِلَيْهِ وَلَفظ رِوَايَة مُسلم أحب أسمائكم (عبد الله وَعبد الرَّحْمَن) لتضمنهما مَا هُوَ وصف وَاجِب للحق تَعَالَى
1 / 38