خوفًا من سطوته (وَأَن حمى الله فِي الأَرْض) فِي رِوَايَة فِي أرضه (مَحَارمه) أَي مَعَاصيه فَمن دخل حماه بارتكاب شَيْء مِنْهَا اسْتحق الْعقُوبَة وَمن قاربه يُوشك أَن يَقع فِيهِ فالمحتاط لدينِهِ لَا يقربهُ (حب طب عَن النُّعْمَان بن بشير) الْأنْصَارِيّ أَمِير حمص وَإِسْنَاده صَحِيح
(اجعلوا بَيْنكُم وَبَين النَّار حِجَابا) أَي سترا وحاجزا منيعا (وَلَو بشق تَمْرَة) أَي بِشَطْر مِنْهَا فَلَا يحتقره المتصدّق فَإِنَّهُ حجاب منيع من النَّار (طب عَن فضَالة) بِفَتْح الْفَاء ومعجمة خَفِيفَة (بن عبيد) مُصَغرًا رمز الْمُؤلف لحسنه
(أجلوا) بِالْجِيم وشدّ اللَّام (الله) المستوجب لجَمِيع صِفَات الْجلَال والكمال أَي اعتقدوا جلالته وعظمته وأظهروا صِفَاته لجلالية الكمالية وروى بحاء مُهْملَة أَي اخْرُجُوا من حظر الشّرك إِلَى حل الْإِسْلَام (يغْفر لكم) ذنوبكم وَمن إجلاله أَن لَا يعْصى كَيفَ وَهُوَ يرى وَيسمع (حم ع طب عَن أبي الدَّرْدَاء) وَإِسْنَاده حسن
(أجملوا فِي طلب الدُّنْيَا) أَي اطْلُبُوا الرزق طلبا جميلا بِأَن ترفقوا وتحسنوا السَّعْي بِلَا كدّ وتكالب (فإنّ كلا) أَي كل وَاحِد من الْخلق (ميسر) مُهَيَّأ مَصْرُوف (لما كتب) أَي قدّر (لَهُ مِنْهَا) يَعْنِي الزرق الْمُقدر لَهُ سيأتيه وَلَا بدّ فَلَا فَائِدَة لإجهاد النَّفس قَالَ بَعضهم كنت ذَا صَنْعَة جليلة فأزيلت مني فحاك فِي صَدْرِي من أَيْن المعاش فَهَتَفَ بِي هَاتِف تَنْقَطِع إليّ وتتهمني فِي رزقك على أَن أخدمك وليا من أوليائي أَو منافقا من أعدائي (هـ ك طب هق عَن أبي حميد السَّاعِدِيّ) عبد الرَّحْمَن أَو الْمُنْذر وَإسْنَاد صَحِيح
(أجوع النَّاس طَالب الْعلم وأشبعهم الَّذِي لَا يبتغيه) أَي طَالب الْعلم المتلذذ بفهمه لَا يزَال يطْلب مَا يزِيد استلذاذه فَكلما طلبه ازْدَادَ لَذَّة فَهُوَ يطْلب نِهَايَة اللَّذَّة وَهِي لَا نِهَايَة لَهَا وَمن لَا يبتغيه لَا يلتذ بِهِ وَلَا يشتهيه فَهُوَ بعكس ذَلِك (أَبُو نعيم فِي) كتاب فضل (الْعلم) الشَّرْعِيّ (فر عَن ابْن عمر) بن الْخطاب وَفِيه ضعف كَمَا فِي الْكَبِير
(أجِيبُوا) وجوبا (هَذِه الدعْوَة) أَي دَعْوَة وَلِيمَة الْعرس (إِذا دعيتم لَهَا) وتوفرت شُرُوط الْإِجَابَة وَهِي نَحْو عشْرين (ق عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(أجِيبُوا الدَّاعِي) الَّذِي يدعوكم لوليمة وجوبا إِن كَانَت لعرس وتوفرت الشُّرُوط كَمَا تقرّر وندبا إِن كَانَت لغيره مِمَّا ينْدب أَن يولم لَهُ (وَلَا تردّوا) ندبا (الْهَدِيَّة) لِأَنَّهَا وصلَة إِلَى التحابب نعم يحرم قبُولهَا على القَاضِي كَمَا مرّ (وَلَا تضربوا الْمُسلمين) فِي غير حدّأ وتأديب بل تلطفوا مَعَهم بالْقَوْل وَالْفِعْل فَضرب الْمُسلم بِغَيْر حق حرَام بل كَبِيرَة وَالتَّعْبِير بِالْمُسلمِ غالبى فَمن لَهُ ذمّة أَو عهد يحرم وضربه تعدّيا (حم خد طب هَب عَن ابْن مَسْعُود) عبد الله وَإسْنَاد أَحْمد صَحِيح
(أجيفوا) ردّوا وَأَغْلقُوا (أبوابكم واكفؤا آنيتكم) أَي اقلبوها وَلَا تتركوها للعق الشَّيْطَان ولحس الْهَوَام (وأوكؤا) اربطوا (أسقيتكم) جمع سقاء ككساء ظرف المَاء يَعْنِي شدّوا فَم الْقرْبَة بِنَحْوِ خيط واذْكُرُوا اسْم الله (وأطفؤا سرجكم) جمع سراج ككتاب (فَإِنَّهُم) أَي الشَّيَاطِين وَلم يذكرُوا استهجانا لذكرهم ومبالغة فِي تحقيرهم (لم يُؤذن لَهُم) بِبِنَاء يُؤذن للْمَفْعُول وَالْفَاعِل الله (بالتسوّر) أَي التسلق وَالْبَاء بِمَعْنى فِي (عَلَيْكُم) أَي لم يَجْعَل الله لَهُم قدرَة ذَلِك أَي إِذا ذكر اسْم الله عِنْد كل مَا ذكر فَإِنَّهُ السرّ الدَّافِع وَالْأَمر إرشادي وَقيل ندبي (حم عَن أبي أُمَامَة) الْبَاهِلِيّ وَإِسْنَاده صَحِيح خلافًا لقَوْل الْمُؤلف حسن
(أحبّ الْأَعْمَال إِلَى الله) أَي أَكْثَرهَا ثَوابًا (الصَّلَاة لوَقْتهَا) اللَّام لاستقبال الْوَقْت أَو بِمَعْنى فِي لأنّ الْوَقْت ظرف لَهَا (ثمَّ برّ الْوَالِدين) أَي الْإِحْسَان إِلَى الْأَصْلَيْنِ وَإِن علوا وامتثال أَمرهمَا الَّذِي لَا يُخَالف الشَّرْع (ثمَّ الْجِهَاد فِي سَبِيل الله) لإعلاء كَلمته وَإِظْهَار شعار دينه
1 / 37