أَو الحكم بِمَا يسْتَحقّهُ من الْإِرْث (أجرؤكم على النَّار) أَي أقدمكم على الْوُقُوع فِيهَا لأنّ الْجد يخْتَلف مَا يَأْخُذهُ باخْتلَاف الْأَحْوَال فَمَتَى لم يكن الْمُفْتِي أَو الْحَاكِم عَالما بذلك متقنا لَهُ فقد تسبب لدُخُوله النَّار (ص عَن سعيد بن الْمسيب) بِفَتْح الْمُثَنَّاة تَحت أشهر من كسرهَا مُرْسلا هُوَ المَخْزُومِي أحد الْأَعْلَام
(أجرؤكم على الْفتيا) أَي أقدمكم على إِجَابَة السَّائِل عَن حكم شَرْعِي (أجرؤكم على النَّار) أقدمكم على دُخُولهَا لأنّ الْمُفْتِي مُبين عَن الله حكمه فَإِذا أفتى على جهل أَو بِغَيْر مَا علمه أَو تهاون فِي تحريره واستنباطه فقد تسبب فِي إِدْخَاله نَفسه فِيهَا (الدَّارمِيّ) عبد الله السَّمرقَنْدِي (عَن عبيد الله) بِالتَّصْغِيرِ (ابْن أبي جَعْفَر مُرْسلا) هُوَ أَبُو بكر الصدّيق الْمصْرِيّ الْفَقِيه
(اجْعَل) يَا بِلَال إِذا الْخطاب لَهُ كَمَا صرّح فِي رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ (بَين أذانك وإقامتك) للصَّلَاة (نفسا) بِالتَّحْرِيكِ سَاعَة (حَتَّى) أَي إِلَى أَن (يقْضِي) أَي يتم (المتوضى) يَعْنِي المتطهر أَي الشَّارِع فِي الطَّهَارَة (حَاجته) أَي يَأْتِي بالفروض والشروط وَالسّنَن (فِي مهل) بِفَتْح أوّليه أَي بتؤدة وَسُكُون (و) حَتَّى (يفرغ الْآكِل) بالمدّ (من طَعَامه) بِأَن يشْبع (فِي مهل) أَي من غير عجلة فَينْدب أَن تُؤخر الْإِقَامَة بِقدر فعل الْمَذْكُورَات عِنْد اتساع الْوَقْت وَذَلِكَ مَنُوط بِنَظَر الإِمَام وأمّا الْأَذَان فَينْظر الْمُؤَذّن (عَم عَن أبيّ) بن كَعْب (أَبُو الشَّيْخ) بن حبَان (فِي) كتاب (الْأَذَان عَن سلمَان) الْفَارِسِي (وَعَن أبي هُرَيْرَة) مَعًا وَضَعفه النَّوَوِيّ وَغَيره
(اجعلوا) ندبا (آخر صَلَاتكُمْ بِاللَّيْلِ) يَعْنِي تهجدكم فِيهِ (وترا) لأنّ أوّل صَلَاة اللَّيْل الْمغرب وَهِي وتر فَنَاسَبَ كَون آخرهَا وترا وَالْوتر سنة مُؤَكدَة عِنْد الشَّافِعِيَّة وواجب عِنْد الْحَنَفِيَّة (ق د) فِي الصَّلَاة (عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(اجعلوا) ندبا (أئمتكم) أَي الَّذين يُؤمنُونَ بكم فِي الصَّلَاة (خياركم) يَعْنِي قدّموا للْإِمَامَة أفضلكم بِالصِّفَاتِ المبينة فِي الْفُرُوع (فَإِنَّهُم) أَي الْأَئِمَّة (وفدكم) أَي متقدّموكم المتوسطون (فِيمَا بَيْنكُم وَبَين ربكُم) لأنّ الْإِمَامَة خلَافَة الْمُصْطَفى وَهِي بعده للأقرب فَالْأَقْرَب مِنْهُ منزلَة والأمثل فالأمثل بِهِ مرتبَة والأمثل أَحَق بالتقديم ليقبل دعاءه الْكَرِيم (قطّ هق عَن ابْن عمر) بن الْخطاب وَإِسْنَاده مظلم كَمَا فِي التَّنْقِيح وَغَيره
(اجعلوا من صَلَاتكُمْ) أَي بَعْضهَا وَهُوَ مفعول الْجعل أَي اجعلوا شَيْئا مِنْهَا (فِي بُيُوتكُمْ) لتعود بركتها على الْبَيْت وَأَهله ولتنزل الرَّحْمَة وَالْمَلَائِكَة فِيهَا (وَلَا تتخذوها قبورا) أَي كالقبور مهجورة من الصَّلَاة شبه الْبيُوت الَّتِي لَا يصلى فِيهَا بالقبور وَالَّتِي تقبر الْمَوْتَى فِيهَا (حم ق د) وَكَذَا ابْن مَاجَه (عَن ابْن عمر) بن الْخطاب (ع وَالرُّويَانِيّ) مُحَمَّد بن هرون الْفَقِيه (والضياء) الْمَقْدِسِي (عَن زيد بن خَالِد وَمُحَمّد بن نصر) الْفَقِيه الشافعيّ (فِي) كتاب (الصَّلَاة) لَهُ كلهم (عَن عَائِشَة) أمّ الْمُؤمنِينَ
(اجعلوا بَيْنكُم وَبَين الْحَرَام سترا من الْحَلَال) أَي وقاية فَإِن (من فعل ذَلِك) أَي جعل بَينه وَبَين الْحَرَام سترا فقد (اسْتَبْرَأَ) بِالْهَمْز وَقد يُخَفف طلب الْبَرَاءَة (لعرضه) بصونه عَمَّا يشينه ويعيبه (وَدينه) عَن الذَّم الشَّرْعِيّ وَالْعرض بِكَسْر الْعين مَوضِع الْمَدْح والذم من الْإِنْسَان (وَمن أرتع فِيهِ) أَي أكل مَا شَاءَ وتبسط فِي الْمطعم والملبس (كَانَ كالمرتع إِلَى جنب الْحمى) أَي جَانِبه من إِطْلَاق الْمصدر على الْمَفْعُول أَي المحمى وَهُوَ الَّذِي لَا يقربهُ أحد احتراما لمَالِكه (يُوشك) بِكَسْر الشين مضارع أوشك بِفَتْحِهَا وَمَعْنَاهُ يسْرع أَو يقرب (أَن يَقع) بِفَتْح أوّله فِيهِ وَفِي ماضيه (فِيهِ) أَي بِأَكْل مَاشِيَته مِنْهُ فيعاقب (وَإِن) وَفِي رِوَايَة أَلا وَإِن (لكل ملك) من مُلُوك الْعَرَب (حمى) يحميه عَن النَّاس فَلَا يقربهُ أحد
1 / 36