(فَإِن العَبْد لَا يزَال يتكبر حَتَّى يَقُول الله تَعَالَى) لملائكته (اكتبوا عَبدِي هَذَا فِي الجبارين) جمع جَبَّار وَهُوَ المتكبر العاتي وأضاف العَبْد إِلَيْهِ حَتَّى لَا ييأس أحد من رَحْمَة ربه وَأَن كتب مَا كتب وَيعلم أَنه إِذا آب إِلَيْهِ قبله وَعطف عَلَيْهِ والكبيير ظنّ الْمَرْء أَنه أكبر من غَيره والتكبر إِظْهَار ذَلِك وَهَذِه صفة لَا يَسْتَحِقهَا إِلَّا الله وَالْكبر يتَوَلَّد من الْإِعْجَاب والإعجاب من الْجَهْل (أَبُو بكر) أَحْمد بن عَليّ (ابْن لال فِي) كِتَابه (مَكَارِم الْأَخْلَاق) أَي فِيمَا ورد فِي فَضلهَا (وَعبد الغنيّ بن سعيد) الْحَافِظ (فِي) كِتَابه (إِيضَاح الاشكال عد) كلهم (عَن أبي أُمَامَة) الْبَاهِلِيّ وَفِيه مقَال
(اجتنبوا هَذِه القاذورات) جمع قاذورة وَهِي كل قَول أَو فعل يستفحش ويستقبح لَكِن المُرَاد هُنَا الْفَاحِشَة يَعْنِي الزِّنَا لما بَينته فِي الأَصْل (الَّتِي نهى الله تَعَالَى عَنْهَا) أَي حرّمها (فَمن ألم) بِالتَّشْدِيدِ (بِشَيْء مِنْهَا) أَي قَارب مواقعته (فليستتر بستر الله وليتب إِلَى الله) بالندم وَالرُّجُوع والعزم على عدم الْعود (فَإِنَّهُ) أَي الشَّأْن (من يبدلنا صفحته) أَي من يظْهر لنا فعله الَّذِي حَقه السّتْر والإخفاء وَالْمرَاد من يظْهر لنا مَا ستره أفضل مِمَّا يُوجب حدّ الله والصفحة الْجنب والمصافح من يَزْنِي بِكُل امْرَأَة حرّة أَو أمة (نقم عَلَيْهِ) معشر الْحُكَّام (كتاب الله) أَي الحدّ الَّذِي شَرعه الله فِي كِتَابه وَالسّنة من الْكتاب (ك هق عَن ابْن عمر) بن الْخطاب قَالَ قَامَ النبيّ بعد رجم الْأَسْلَمِيّ فَذكره وَإِسْنَاده جيد
(اجتنبوا مجَالِس الْعَشِيرَة) الرفقاء المتعاشرين يَعْنِي لَا تجلسوا فِي مجَالِس الْجَمَاعَة الَّذين يكثرون الْكَلَام فِي غير ذكر الله وَمَا وَالَاهُ لما يَقع فِيهِ من اللَّغْو وَاللَّهْو وإضاعة الْوَاجِبَات (ص عَن أبان بن عُثْمَان) بن عَفَّان (مُرْسلا) هُوَ تابعيّ جليل وَفِي صَحِيح مُسلم نَحوه
(اجتنبوا الْكَبَائِر) جمع كَبِيرَة وَهِي مَا توعد عَلَيْهِ بِخُصُوصِهِ فِي الْكتاب أَو السّنة بِنَحْوِ لعن أَو غضب وَقيل غير ذَلِك (وسدّدوا) اطْلُبُوا بأعمالكم السداد أَي الاسْتقَامَة والاقتصاد وَلَا تشدّدوا فيشدّد عَلَيْكُم (وَأَبْشِرُوا) أَي إِذا تجنبتم الْكَبَائِر واستعملتم السداد فأبشروا بِمَا وَعدكُم ربكُم بقوله أَن تجتنبوا كَبَائِر مَا تنهون عَنهُ نكفر الْآيَة (ابْن جرير) الْمُجْتَهد الْمُطلق فِي تهذيبه (عَن قَتَادَة) بن دعامة (مُرْسلا) وَهُوَ أَبُو الْخطاب الدوسي الْأَعْمَى الْحَافِظ
(اجتنبوا) وجوبا (دعوات الْمَظْلُوم) فَإِنَّهَا (مَا) نَافِيَة (بَينهَا وَبَين الله حجاب) مجَاز عَن سرعَة الْقبُول كَمَا مرّ (ع عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ (وَأبي هُرَيْرَة) الدوسي وَزَاد قَوْله (مَعًا) دفعا لتوهم أَن الْوَاو بِمَعْنى أَو رمز الْمُؤلف لضَعْفه
(اجتنبوا كل مُسكر) أَي شرب مَا شَأْنه الْإِسْكَار فَشَمَلَ القطرة مِنْهُ وَعبر بِكُل إِيذَانًا بتحقق الشُّمُول لما اتخذ من الْعِنَب وَغَيره (طب عَن عبد الله بن مُغفل) بِضَم الْمِيم وَفتح الْمُعْجَمَة وشدّ الْفَاء الْمُزنِيّ الْأنْصَارِيّ الصَّحَابِيّ ابْن الصَّحَابِيّ وَإِسْنَاده لين
(اجتنبوا مَا) أَي الشَّرَاب الَّذِي (أسكر) شربه وَلَو من نَحْو زبيب وَحب وتمر وسكر (الْحلْوانِي) بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون اللَّام نِسْبَة إِلَى مَدِينَة حلوان آخر السوَاد وَهُوَ الْحسن بن عَليّ الْخلال (عَن عَليّ) أَمِير الْمُؤمنِينَ رمز الْمُؤلف لضَعْفه لَكِن لَهُ شَوَاهِد ترقيه إِلَى دَرَجَة الْحسن
(اجثوا) اجلسوا أَو ابركوا (على الركب) بَين يَدي الله تَعَالَى عِنْد إرادتكم الدُّعَاء فَإِنَّهُ أبلغ فِي الْأَدَب (ثمَّ قُولُوا يَا رب) اعطنا (يَا رب) اعطنا أَي كرّروا ذَلِك كثيرا وألحوا فِي الدُّعَاء فَإِن الله يحب الملحين فِيهِ وَقد قيل يَا رب يَا رب هُوَ الِاسْم الْأَعْظَم (أَبُو عوَانَة) فِي صَحِيحه (وَالْبَغوِيّ) فِي مُعْجَمه (عَن سعد) بن مَالك وَفِي إِسْنَاده اخْتِلَاف
(أجرؤكم) من الجراءة الْإِقْدَام على الشَّيْء (على قسم الجدّ) أَي على الْإِفْتَاء
1 / 35