(يرى عَن ظهر غيب الْأَمر مَالا ... ترَاهُ عين آخر عَن عيان)
أمّا غَيره فأجنبى من هَذَا الْمقَام فَلَا عِبْرَة بفراسته وَلَا بظنه وَفِيه قيل وأضعف عصمَة عصم الظنون وأصل الفراسة أَن بصر الرّوح مُتَّصِل ببصر الْعقل فِي عَيْني الْإِنْسَان فالعين جارحة وَالْبَصَر من الرّوح وَإِدْرَاك الْأَشْيَاء من بَينهمَا فَإِذا تفرّغ الْعقل وَالروح من أشغال النَّفس أبْصر الرّوح وَأدْركَ الْعقل مَا أبْصر الرّوح وَإِنَّمَا عجز العامّة عَن هَذَا لشغل أَرْوَاحهم بالنفوس واشتباك الشَّهَوَات بهَا فشغل بصر الرّوح عَن دَرك الْأَشْيَاء الْبَاطِنَة وَمن أكب على شهواته وتشاغل عَن الْعُبُودِيَّة حَتَّى خلط على نَفسه الْأُمُور وتراكمت عَلَيْهِ الظُّلُمَات كَيفَ يبصر شَيْئا غَابَ عَنهُ (تخ ت) وَاسْتَغْرَبَهُ (عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (وسموية) فِي فَوَائده (طب عد) كلهم (عَن أبي أُمَامَة) الْبَاهِلِيّ (ابْن جرير) الطَّبَرِيّ (عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(اتَّقوا محاش النِّسَاء) بحاء مُهْملَة وشين مُعْجمَة وَقيل مُهْملَة أَي أدبارهنّ جمع محشة وَهِي الدبر وَالنَّهْي للتَّحْرِيم فَيحرم وَطْء الحليلة فِي دبرهَا وَلَا حدّ فِيهِ (سموية) فِي فَوَائده (عد) وَكَذَا أَبُو نعيم والديلمي (عَن جَابر) بن عبد الله
(اتَّقوا هَذِه المذابح) جمع مذبح قَالَ الديلمي وَغَيره (يَعْنِي المحاريب) أَي تجنبوا تحرّي صُدُور الْمجَالِس يَعْنِي التنافس فِيهَا وَفهم الْمُؤلف أَنه نهي عَن اتِّخَاذ المحاريب فِي الْمَسَاجِد الْوُقُوف فِيهَا وَفِيه كَلَام بَينته فِي الأَصْل (طب هق عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ
(أَتموا الرُّجُوع وَالسُّجُود) أَي ائْتُوا بهما تامين وأوفوا الطُّمَأْنِينَة حَقّهَا فيهمَا (فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ) أَي بقدرته وتصريفه (أَنِّي لَا أَرَاكُم) بِفَتْح الْهمزَة (من وَرَاء ظَهْري إِذا رَكَعْتُمْ وَإِذا سجدتم) أَي رُؤْيَة إِدْرَاك فَلَا تتَوَقَّف على آلتها وَلَا على شُعَاع ومقابلة خرقا للْعَادَة (حم ق ن عَن أنس) بن مَالك
(أَتموا الصُّفُوف) أَي صُفُوف الصَّلَاة الأوّل فالأوّل ندبا مؤكدا (فَإِنِّي أَرَاكُم خلف ظَهْري) قَالَ فِي المطامح فِي أبي دَاوُد عَن مُعَاوِيَة مَا يدل على أنّ ذَا كَانَ فِي آخر عمره (م عَن أنس) بن مَالك
(أَتموا) ندبا مؤكدا (الصَّفّ المقدّم) أَي أكملوا الصَّفّ الأوّل وَهُوَ الَّذِي يَلِي الإِمَام (ثمَّ الَّذِي يَلِيهِ) وَهَكَذَا (فَمَا كَانَ من نقص فَلْيَكُن فِي الصَّفّ الْمُؤخر) فَيكْرَه الشُّرُوع فِي صف قبل إتْمَام مَا قبله (حم د ن) فِي الصَّلَاة (حب وَابْن خُزَيْمَة) فِي صَحِيحه (والضياء) فِي المختارة (عَن أنس) بن مَالك وَإِسْنَاده صَحِيح
(أَتموا الْوضُوء) أَي عمموا بِالْمَاءِ جَمِيع أَجزَاء كل عُضْو حَتَّى الرجلَيْن (ويل لِلْأَعْقَابِ من النَّار) أَي شدّة هلكة فِي نَار الْآخِرَة لتارك غسلهَا فِي الْوضُوء وَالْمرَاد صَاحب الأعقاب (هـ عَن خَالِد بن الْوَلِيد) بن الْمُغيرَة سيف الله (وَيزِيد بن أبي سُفْيَان) بن حَرْب الْأَمِير (وشرحبيل بن حَسَنَة) الكنديّ الْأَمِير أَو التَّمِيمِي (وَعَمْرو بن العَاصِي) الْأَمِير قَالُوا كلهم سمعناه من النَّبِي (أتيت) بِضَم الْهمزَة (بمقاليد الدُّنْيَا) أَي بمفاتيح خَزَائِن الأَرْض (على فرس أبلق) أَي لَونه مختلط ببياض وَسَوَاد (جَاءَنِي بِهِ جِبْرِيل) وَفِي رِوَايَة إسْرَافيل (عَلَيْهِ قطيفة) كعظيمة كسَاء مربع لَهُ خمل (من سندس) بِالضَّمِّ مارق من الديباج فخيره بَين أَن يكون نَبيا عبدا أَو نَبيا ملكا فَاخْتَارَ الأوّل وَترك التصرّف فِي خَزَائِن الأَرْض فعوّض التصرّف فِي خَزَائِن السَّمَاء (حم حب والضياء) الْمَقْدِسِي (عَن جَابر) ابْن عبد الله وَهُوَ صَحِيح وَوهم ابْن الْجَوْزِيّ
(أثبتكم على الصِّرَاط أشدّكم حبا لأهل بَيْتِي) عليّ وَفَاطِمَة وابناهما وذرّيتهما (ولأصحابي) وَالْمرَاد الْحبّ الَّذِي لَا يؤدّى إِلَى منهيّ عَنهُ شرعا
1 / 32