الْأنْصَارِيّ (وَعَن أبي هُرَيْرَة) الدوسي (طب عَن ابْن عَبَّاس) عبد الله (وَعَن أبي أُمَامَة) الْبَاهِلِيّ وَهُوَ متواتر
(اتَّقوا النَّار) أَي نَار جَهَنَّم (وَلَو بشق تَمْرَة فَإِن لم تَجدوا) مَا تتصدّقون بِهِ لفقده حسا أَو شرعا (فبكلمة طيبَة) تطيب قلب الْإِنْسَان بِأَن تتلطف بِهِ بالْقَوْل وَالْفِعْل فَإِنَّهَا سَبَب للنجاة من النَّار (حم ق عَن عدي) بن حَاتِم
(اتَّقوا الدُّنْيَا) أَي احذروها فَإِنَّهَا أعدى أعدائكم تطالبكم بحظوظها لتصدّكم عَن طَاعَة ربكُم بِطَلَب لذاتها (فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ) بقدرته وإرادته (إِنَّهَا الأسحر من هاروت وماروت) لِأَنَّهُمَا لَا يعلمَانِ السحر حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحن فتْنَة فَلَا تكفر فيعلمانه ويبينان فتنتهما وَالدُّنْيَا تعلم سحرها وتكتم فتنتها وشرّها (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (عَن عبد الله بن بسر) بِضَم الْمُوَحدَة التَّحْتِيَّة وَسُكُون الْمُهْملَة (الْمَازِني) بزاي مُعْجمَة نزيل حمص صحابيّ مَشْهُور وَإِسْنَاده ضَعِيف
(اتَّقوا بَيْتا يُقَال لَهُ الْحمام) أَي احْذَرُوا دُخُوله فَلَا تدخلوه للاغتسال فِيهِ ندبا قَالُوا إِنَّه يذهب الْوَسخ وَيذكر النَّار قَالَ إِن كُنْتُم لَا بدّ فاعلين (فَمن دخله) مِنْكُم (فليستتر) أَي فليستر عَوْرَته عَمَّن يحرم نظره إِلَيْهَا وجوبا عَن غَيره ندبا فدخوله مَعَ السّتْر جَائِز لَكِن الأولى تَركه حَيْثُ لَا عذر (طب ك هَب عَن ابْن عَبَّاس) قَالَ ك على شَرط مُسلم ونوزع
(اتَّقوا زلَّة الْعَالم) أَي فعله الْخَطِيئَة جَهرا لِأَن بزلته يزل عَالم كثير لاقتدائهم بِهِ (وَانْتَظرُوا فيئته) بِفَتْح الْفَاء أَي رُجُوعه عَمَّا لابسه من الزلل وقارفه من الْعَمَل فإنّ الْعلم لَا يضيع أَهله ويرجى عود الْعَالم ببركته وَلِهَذَا قَالَ بَعضهم طلبنا الْعلم لغير الله فَأبى أَن يكون إِلَّا لله (الْحلْوانِي عد هق) كلهم (عَن كثير) بِالْمُثَلثَةِ ضدّ الْقَلِيل الْمُزنِيّ (ابْن عبد الله بن عَمْرو بن عَوْف) الْمُزنِيّ بالزاي لَا بِالدَّال الصحابيّ (عَن أَبِيه) عبد الله (عَن جدّه) عَمْرو الْمَذْكُور
(اتَّقوا دَعْوَة الْمَظْلُوم) أَي اجتنبوا دَعْوَة من تظلمونه وَذَلِكَ مُسْتَلْزم لتجنب سَائِر أَنْوَاع الظُّلم (فَإِنَّهَا تحمل على الْغَمَام) أَي يَأْمر الله بارتفاعها حَتَّى يُجَاوز الْغَمَام أَي السَّحَاب الْأَبْيَض حَتَّى تصل إِلَى حَضرته تقدّس (يَقُول الله وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لأنصرنك) بنُون التوكيد الثَّقِيلَة وَفتح الْكَاف أَي لأستخلصنّ لَك الْحق مِمَّن ظلمك (وَلَو بعد حِين) أَي أمد طَوِيل وَذَا مسوق إِلَى بَيَان أَنه تَعَالَى يُمْهل الظَّالِم وَلَا يهمله (طب والضياء) فِي المختارة (عَن خُزَيْمَة بن ثَابت) بن فاكه ذِي الشَّهَادَتَيْنِ بِإِسْنَاد صَحِيح
(اتَّقوا دَعْوَة الْمَظْلُوم فَإِنَّهَا تصعد إِلَى السَّمَاء) فِي غَايَة السرعة (كَأَنَّهَا شرارة) لِأَنَّهُ مضطرّ فِي دُعَائِهِ وَقد قَالَ ﷾ ﴿أمنّ يُجيب المضطرّ إِذا دَعَاهُ﴾ قَالَ ابْن الجهم
(وأفنية الْمُلُوك محجبات ... وَبَاب الله لَيْسَ لَهُ فنَاء)
وَفِي الْمُبْهِج سُبْحَانَهُ من بَابه غير مرتج لمرتجى والشرار مَا تطاير من النَّار (ك) من حَدِيث عَاصِم ابْن كُلَيْب عَن محَارب (عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(اتَّقوا دَعْوَة الْمَظْلُوم) أَي تجنبوا الظُّلم لِئَلَّا يَدْعُو عَلَيْكُم الْمَظْلُوم (وَإِن كَانَ كَافِرًا) فإنّ دَعوته إِذا كَانَ مَظْلُوما مَقْبُولَة وَالله تَعَالَى ينْتَقم لَهُ كَمَا ينْتَقم مِنْهُ (فَإِنَّهُ لَيْسَ دونهَا حجاب) أَي لَيْسَ بَينهَا وَبَين الْقبُول مَانع (حم ع والضياء) الْمَقْدِسِي (عَن أنس) بن مَالك وَإِسْنَاده صَحِيح
(اتَّقوا فراسة) بِفَتْح الْفَاء وتكسر (الْمُؤمن) أَي اطِّلَاعه على مَا فِي الضمائر بسواطع أنوار أشرقت على قلبه فتجلت لَهُ بهَا الْحَقَائِق (فَإِنَّهُ ينظر بِنور الله ﷿ أَي يبصر بِعَين قلبه الْمشرق بِنور الله تَعَالَى وَالْكَلَام فِي الْمُؤمن الْكَامِل وَفِيه قيل
1 / 31