الماضين وتحريضا على التَّوْبَة والمسارعة إِلَى نيل الدَّرَجَات مَعَ الفائزين (حم خدم) فِي الْأَدَب (عَن جَابر) بن عبد الله
(اتَّقوا الْقدر) بِالتَّحْرِيكِ أَي احْذَرُوا إِنْكَاره فَعَلَيْكُم أَن تعتقدوا أنّ مَا قدّر فِي الْأَزَل لَا بدّ من كَونه وَمَا لم يقدر فوقوعه محَال وَأَنه تَعَالَى خلق الْخَيْر والشرّ وأنّ جَمِيع الكائنات بِقَضَائِهِ وَقدره (فَإِنَّهُ) أَي إِنْكَاره (شُعْبَة من النَّصْرَانِيَّة) أَي فرقة من فرق دين النَّصَارَى وَذَلِكَ لأنّ الْمُعْتَزلَة الَّذين هم الْقَدَرِيَّة أَنْكَرُوا إِيجَاد الْبَارِي فعل العَبْد وَجعلُوا العَبْد قَادِرًا عَلَيْهِ فَهُوَ إِثْبَات للشَّرِيك كَقَوْل النَّصَارَى (ابْن أبي عَاصِم) أَحْمد بن عَمْرو (طب عد عَن ابْن عَبَّاس) وَضَعفه الهيتمي بنزار بن حبَان
(اتَّقوا اللعانين) أَي الْأَمريْنِ الجالبين للعن أَي الشتم والطرد الباعثين عَلَيْهِ (الَّذِي يتخلى) أَي أَحدهمَا تغوّط الَّذِي يتغوّط (فِي طَرِيق النَّاس) المسلوك (أَو فِي ظلهم) أَي وَالثَّانِي تغوّط الَّذِي يتغوّط فِي ظلهم الْمُتَّخذ مقيلا أَو للتحدّث فَيكْرَه تَنْزِيها وَقيل تَحْرِيمًا وَاخْتَارَهُ فِي الْمَجْمُوع لما فِيهِ من الْإِيذَاء وسها من عزا إِلَيْهِ الِاتِّفَاق على الْكَرَاهَة وَإِنَّمَا حكى الِاتِّفَاق على اتقاء ذَلِك وأنّ ظَاهر كَلَامهم الْكَرَاهَة ثمَّ اخْتَار التَّحْرِيم من حَيْثُ الدَّلِيل بل عدّ بَعضهم ذَلِك من الْكَبَائِر (حم م د) فِي الطَّهَارَة (عَن أبي هُرَيْرَة)
(اتَّقوا الْملَاعن) مَوَاضِع اللَّعْن جمع ملعنة الفعلة الَّتِي يلعن بهَا فاعلها (الثَّلَاث) فِي رِوَايَة الثَّلَاثَة والأوّل الْقيَاس (البرَاز فِي الْمَوَارِد) بِكَسْر الْبَاء على الْمُخْتَار كِنَايَة عَن الْغَائِط والموارد مناهل المَاء أَو الْأَمْكِنَة الَّتِي تأتيها النَّاس كالأندية (وقارعة الطَّرِيق) أَعْلَاهُ أَو وَسطه أَو صَدره أَو مَا برز مِنْهُ (والظل) الَّذِي يجْتَمع فِيهِ النَّاس لمباح وَمثله كل مَحل اتخذ لمصالحهم ومعايشهم الْمُبَاحَة فَلَيْسَ المُرَاد كل ظلّ يمْنَع قَضَاء الْحَاجة تَحْتَهُ فقد قعد الْمُصْطَفى لِحَاجَتِهِ تَحت حائش كَمَا فِي مُسلم والحائش ظلّ بِلَا ريب ذكره فِي الْمَجْمُوع (د هـ ك هق عَن معَاذ) بن جبل وَإِسْنَاده صَحِيح
(اتَّقوا الْمَلأ عَن الثَّلَاث أَن يقْعد أحدكُم) لقَضَاء الْحَاجة ويقضيها (فِي ظلّ يستظل) بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول أَي يستظل النَّاس (فِيهِ) للوقاية من حرّ الشَّمْس وَمثله مَوضِع الشَّمْس فِي الشتَاء (أَو فِي طَرِيق) مسلوك (أَو فِي نقع مَاء) أَي مَاء ناقع بنُون ثمَّ قَاف أَي مُجْتَمع فَيكْرَه ذَلِك قَالَ الْأَذْرَعِيّ وَغَيره وَفِي هَذِه الْأَحَادِيث عُمُوم للفضلتين فَهُوَ ردّ على من خصّه بالغائط (حم عَن ابْن عَبَّاس) وَفِيه ابْن لَهِيعَة
(اتَّقوا المجذوم) الَّذِي بِهِ الجذام وَهُوَ دَاء رَدِيء جدّا مَعْرُوف (كَمَا يتقى الْأسد) أَي اجتنبوا مخالطته كَمَا تجنبوا مُخَالطَة الْحَيَوَان المفترس فَإِنَّهُ يعدى المعاشر بإطالة اشتمام رِيحه أَو باستعداد مزاجه لقبوله وَلَا يناقضه خبر لَا عدوى لِأَنَّهُ نفى لاعتقاد الْجَاهِلِيَّة نِسْبَة الْفِعْل إِلَى غير الله (تخ عَن أبي هُرَيْرَة) رمز المُصَنّف لحسنه
(اتَّقوا صَاحب الجذام كَمَا يتقى) بِضَم الْيَاء التَّحْتِيَّة وشدّ الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة الْمَفْتُوحَة بضبط الْمُؤلف (السَّبع إِذا هَبَط وَاديا فاهبطوا غَيره) مُبَالغَة فِي التباعد عَنهُ (ابْن سعد) فِي الطَّبَقَات (عَن عبد الله بن جَعْفَر) ابْن أبي طَالب الْمَشْهُور بِالْكَرمِ المفرط
(اتَّقوا) أَمر من الاتقاء وَهُوَ جعل الشَّيْء وقاية للشَّيْء (النَّار) أَي اجعلوا بَيْنكُم وَبَينهَا وقاية أَي حِجَابا من الصَّدَقَة (وَلَو) كَانَ الاتقاء (ب) شَيْء قَلِيل جدّا مثل (شقّ تَمْرَة) بِكَسْر الشين أَي جَانبهَا أَو نصفهَا فَإِنَّهُ قد يسدّ الرمق سِيمَا للطفل فَلَا يحتقر المتصدّق ذَلِك (ق ن عَن عدي بن حَاتِم) الطائيّ الْجواد ابْن الْجواد (حم عَن عَائِشَة) أم الْمُؤمنِينَ (الْبَزَّار) فِي مُسْنده (طس والضياء) الْمَقْدِسِي (عَن أنس) بن مَالك (الْبَزَّار عَن النُّعْمَان بن بشير)
1 / 30