نور إِلَيْهِ فالحسنات تصقل النَّفس فَكَذَلِك الْحَسَنَة تمحو السَّيئَة (وخالق) بِالْقَافِ (النَّاس بِخلق حسن) أَي تكلّف معاشرتهم بالمجاملة فِي الْمُعَامَلَة وَغَيرهَا من نَحْو طلاقة وَجه وخفض جَانب وتلطف وإيناس وبذل ندى وَتحمل أَذَى فانّ فَاعل ذَلِك يُرْجَى لَهُ فِي الدُّنْيَا الْفَلاح وَفِي الْآخِرَة الْفَوْز بالنجاة والنجاح (حم ت) فِي الزّهْد وَصَححهُ (ك فِي الْإِيمَان) وَقَالَ على شَرطهمَا ونوزع (هَب) كلهم (عَن أبي ذَر) الْغِفَارِيّ وَفِيه مَجْهُول قيل وَضَعِيف (حم ت هَب عَن معَاذ) بن جبل وَأَشَارَ البيهقيّ إِلَى أَنه أقوى من الأوّل وَحسنه فِي الْمُهَذّب (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن أنس) بن مَالك وَأكْثر الْمُؤلف من مخرّجيه إِشَارَة إِلَى تَقْوِيَة الردّ على مضعفه
(اتَّقِ الله) أَي اجْعَل الْعِبَادَة وقايتك والاستقامة طريقتك وَالتَّقوى هِيَ الَّتِي يحصل بهَا الْوِقَايَة من النَّار والفوز بدار الْقَرار (وَلَا تحقرنّ) أَي لَا تستصغرنّ (من الْمَعْرُوف) أَي مَا عرفه الشَّرْع وَالْعقل بالْحسنِ (شَيْئا) أَي كثيرا كَانَ أَو قَلِيلا (وَلَو أَن تفرغ) بِضَم أوّله نصبٌ (من دلوك) هُوَ الْإِنَاء الَّذِي يستقى بِهِ من نَحْو الْبِئْر (فِي إِنَاء) أَي وعَاء (المستسقى) أَي طَالب السقيا يَعْنِي وَلَو أَن تُعْطِي مُرِيد المَاء مَا يُريدهُ رَغْبَة فِي الْمَعْرُوف وإغاثة للملهوف (وَأَن تلقى) أَي وَلَو أَن تلقى (أَخَاك) فِي الْإِسْلَام أَي ترَاهُ وتجتمع بِهِ (ووجهك إِلَيْهِ منبسط) أَي منطلق بالبشر وَالسُّرُور وَمن فعل ذَلِك دلّ على علوّ مرتبته فِي الدّين لأنّ ظُهُور الْبشر على الْوَجْه من آثَار أنوار الْقلب وَقد ينازل بَاطِن الْكَامِل نازلات الهية ومواهب قدسية يرتوى مِنْهَا قلبه ويمتلئ فَرحا وسرورا قل بِفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا وَالسُّرُور إِذا تمكن من الْقلب فاض على الْوَجْه آثاره وَإِذا تنعم الْقلب بلذيذ المسامرة ظهر الْبشر على الْوَجْه وَلِهَذَا قَالَ الزبيدِيّ يُعجبنِي من الإخوان كل سهل طلق مضحاك أما من يلقاك بالعبوس كَأَنَّهُ يمنّ عَلَيْك فَلَا أَكثر الله من أَمْثَاله (وَإِيَّاك وإسبال) بِالنّصب (الْإِزَار) أَي احذر إرخاءه إِلَى أَسْفَل الْكَعْبَيْنِ أَيهَا الرجل (فإنّ إسبال الْإِزَار من المخيلة) كعظيمة الْكبر وَالْخُيَلَاء التكبر عَن تخيل فَضِيلَة يجدهَا الْإِنْسَان فِي نَفسه (وَلَا يُحِبهَا الله) أَي لَا يرضاها ويعذب عَلَيْهَا إِن لم يعف عَنهُ وَهَذَا إِذا قصد ذَلِك أمّا الْمَرْأَة فالإسبال فِي حَقّهَا أولى مُحَافظَة على السّتْر (وَأَن امْرُؤ) أَي إِنْسَان أَو رجل (شتمك) سبك (وعيرك) بِالتَّشْدِيدِ أَي قَالَ فِيك مَا يعيبك وَيلْحق بك عارا (بِأَمْر) أَي بِشَيْء (لَيْسَ هُوَ فِيك) أَي لَيست متصفا بِهِ وَفِي نسخ بِأَمْر هُوَ فِيك والأوّل أبلغ (فَلَا تعيره) أَنْت (بِأَمْر هُوَ فِيهِ) لِأَن التَّنَزُّه عَن ذَلِك من مَكَارِم الْأَخْلَاق (ودعه) أَي اتركه (يكون) صنعه بك ذَلِك (وباله) أَي سوء عاقبته وشؤم وزره (عَلَيْهِ) وَحده (وأجره) أَي ثَوَابه (لَك) وَحدك وَقيل مَا تساب اثْنَان إِلَّا انحط الْأَعْلَى إِلَى رُتْبَة الْأَسْفَل والأغلب ألأمهما (وَلَا تسبن) بِفَتْح الْفَوْقِيَّة وشدّ الْمُوَحدَة أَي لَا تشتمن (أحدا) من النَّاس المعصومين وَإِن كَانَ مهينا أمّا الْحَرْبِيّ وَالْمُرْتَدّ فاشتمه بل اقتله وَيَأْتِي فِي خبر مَا يُفِيد أنّ من سبه إِنْسَان فَلهُ شَتمه بِمثلِهِ لَا بأزيد فَمَا هُنَا للأكمل (فَائِدَة) قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل لأبي حَاتِم مَا السَّلامَة من النَّاس قَالَ بِأَرْبَع تغْفر لَهُم جهلهم وتمنع جهلك عَنْهُم وتبذل لَهُم شيئك وَتَكون من شيئهم آيسا والشتم توصيف الشَّيْء بِمَا هُوَ إزراء أَو نقص فِيهِ (الطَّيَالِسِيّ) أَبُو دَاوُد (عَن جَابر بن سليم) وَيُقَال سليم بن جَابر (الهُجَيْمِي) من بني هجيم بن عَمْرو بن تَمِيم لَهُ صُحْبَة ووفادة انْتهى
(اتَّقِ الله يَا أَبَا الْوَلِيد) كنية عبَادَة بن الصَّامِت قَالَ لَهُ ذَلِك لما بَعثه على الصَّدَقَة (لَا تَأتي) أَي لِئَلَّا تَأتي (يَوْم الْقِيَامَة) يَوْم الْعرض
1 / 26