(طب) وَكَذَا فِي الْأَوْسَط وَالصَّغِير (عَن ابْن مَسْعُود) ضَعِيف لضعف مَرْوَان بن سَالم
(اتْرُكُوا الْحَبَشَة) بِالتَّحْرِيكِ جيل من السودَان مَعْرُوف (مَا تركوكم) أَي مدّة دوَام تَركهم لكم لما يخَاف من شرّهم الْمشَار إِلَيْهِ بقوله (فَإِنَّهُ لَا يسْتَخْرج كنز الْكَعْبَة) أَي المَال المدفون فِيهَا (إِلَّا) عبد حبشِي لقبه (ذُو السويقتين من الْحَبَشَة) بِالتَّصْغِيرِ تَثْنِيَة سويقة أَي هُوَ دقيقهما جدّا والحبشة وَإِن كَانَ شَأْنهمْ دقة السُّوق لَكِن هَذَا متميز بمزيد من ذَلِك يعرف بِهِ (د ك) فِي الْفِتَن (عَن) عبد الله (بن عَمْرو) بن الْعَاصِ صَححهُ الْحَاكِم وَاعْترض
(اتْرُكُوا الدُّنْيَا لأَهْلهَا) أَي صيروها من قبيل الْمَتْرُوك الْمَطْرُوح الَّذِي لَا يلْتَفت إِلَيْهِ وانبذوها لِعبيد الدِّرْهَم وَالدِّينَار فَمن خلفهَا ورواء ظَهره خلف الغموم وَالْأَحْزَان وَالنَّفس إِذا أطمعت طمعت وَإِذا أقنعت قنعت (فَإِنَّهُ) أَي الشان (من أَخذ مِنْهَا) مِقْدَارًا (فَوق مَا) أَي الْقدر الَّذِي (يَكْفِيهِ) أَي زَائِدا على الَّذِي يَحْتَاجهُ لنَفسِهِ ولممونه من نَحْو مأكل ومشرب وملبس ومسكن وخادم ومركب يَلِيق بِهِ وبهم (أَخذ من حتفه) أَي أَخذ فِي أَسبَاب هَلَاكه (وَهُوَ لَا يشْعر) أَي وَالْحَال أَنه لَا يحس بذلك لتمادي غفلته وَالْقَصْد بِهِ الْحَث على الكفاف وَأخذ قدر الْكِفَايَة غير مَذْمُوم لأنّ الدُّنْيَا منزل من منَازِل الْآخِرَة وَلَا بدّ للْمُسَافِر من زَاد يبلغهُ إِلَيْهَا وَالْمُسَافر إِذا أَخذ مَا يزِيد على الطَّرِيق مَاتَ تَحت ثقله وَلم يبلغ مقْصده فِي سَفَره (فَائِدَة) روى الْحَاكِم عَن زيد بن أَرقم كُنَّا مَعَ أبي بكر فَدَعَا بشراب فَأتى بِمَاء وَعسل فَبكى حَتَّى أبكى قَالُوا مَا يبكيك قَالَ كنت مَعَ رَسُول الله فرأيته يدْفع عَن نَفسه شَيْئا لم أره فَقلت مَا الَّذِي تدفع قَالَ هَذِه الدُّنْيَا تمثلت لي فَقلت لَهَا إِلَيْك عني قَالَت إِن أفلت مني فَلَنْ ينفلت مني من بعْدك (فر عَن أنس) بن مَالك وَفِيه من لَا يعرف
(أتق الله) أَي خفه واخش عِقَابه (فِيمَا) أَي فِي الشَّيْء الَّذِي (تعلم) وَحذف الْمَعْمُول للتعميم وَذَلِكَ بِأَن تتجنب المنهيّ عَنهُ كُله وَتفعل من الْمَأْمُور بِهِ مَا تستطيعه وَالْأَمر بالاتقاء أبلغ من الْأَمر بِالتّرْكِ فِي النَّهْي عَن مُلَابسَة الْمعاصِي (تخ ت) من حَدِيث ابْن الأشوع (عَن زيد بن سَلمَة) بن يزِيد بن مشجعَة (الْجعْفِيّ) قَالَ قلت يَا رَسُول الله سَمِعت مِنْك حَدِيثا كثيرا فأنساه فمرني بِكَلِمَة جَامِعَة فَذكره
(اتَّقِ الله) خفه واحذره (فِي عسرك ويسرك) أَي فِي ضيقك وشدّتك وضدّهما وَمن يتق الله يَجْعَل لَهُ مخرجا وَمن اتَّقى ارْتقى بالتقى وَمن خَالف هوى فِي هوى الشقا وبكمال التَّقْوَى والزهد تنجلي مرْآة الْقلب وَتَقَع لَهُ محاذاة لشَيْء من اللَّوْح الْمَحْفُوظ فيدرك بصفاء الْبَاطِن أمّهات الْعُلُوم وأصولها فَيعلم مُنْتَهى أَقْدَام الْعلمَاء فِي علومهم وَفَائِدَة كل علم (أَبُو قرّة) بِضَم الْقَاف وشدّ الرَّاء (الزبيدِيّ) نِسْبَة إِلَى زبيد الْمَدِينَة الْمَشْهُورَة بِالْيمن (فِي سنَنه) بِضَم السِّين (عَن طليب) مُصَغرًا (ابْن عَرَفَة) لَهُ وفادة وصحبة قَالَ ابْن الْأَثِير لم يرو عَنهُ إِلَّا ابْنه كُلَيْب وهما مَجْهُولَانِ
(اتَّقِ الله) بامتثال أمره وَاجْتنَاب نَهْيه (حَيْثُمَا كنت) أَي فِي أيّ زمَان وَمَكَان كنت فِيهِ وَإِن كنت خَالِيا فإنّ الله مطلع عَلَيْك وَاتَّقوا الله إنّ الله كَانَ عَلَيْكُم رقيبا (وأتبع السَّيئَة) الصادرة مِنْك صَغِيرَة وَكَذَا كَبِيرَة على مَا شهد بِهِ عُمُوم الْخَبَر وَجرى عَلَيْهِ بَعضهم لَكِن خصّه الْجُمْهُور بالصغائر (الْحَسَنَة) صَلَاة أَو صَدَقَة أَو اسْتِغْفَارًا أَو نَحْو ذَلِك (تمحها) أَي السَّيئَة المثبتة فِي صحيفَة الْكَاتِبين وَذَلِكَ لأنّ الْمَرَض يعالج بضدّه فالحسنات يذْهبن السيآت وأصل ذَلِك أنّ الْقلب كالمرآة يَحْجُبهُ عَن تجلي أنوار الْمعرفَة كدورات الشَّهْوَة وَالرَّغْبَة فِيهَا ويرتفع من كل ذَنْب ظلمَة إِلَيْهِ وَمن كل حَسَنَة
1 / 25