ثم بنى فيها الشيخ إبراهيم أبو الجدايل التاجر السويس المار ذكره مخزنا لبيع الحبوب للطورة، وجعل الحاج إسماعيل من أهل السويس شريكا له في المخزن، فبنى الحاج إسماعيل منزلا بطبقتين قرب المخزن.
ثم تبعه علي أبو شاهين من تجار السويس، فبنى مخزنا آخر لبيع الحبوب ومنزلا له، وبعد ذلك بنى بعض الطورة وأهل السويس أكواخا أقاموا فيها للصيد والتعيش، فكان هناك حلة جمعة 30 بيتا أو أكثر.
وفي سنة 1906 بنى محافظ سيناء مركزا للبوليس، ومنزلا لاستراحة المسافرين من موظفي المحافظة، وربطه بتليفون مع نخل والسويس. (1-8) بئر الغرقدة
وعلى نحو ساعتين من الشط، وساعتين من عيون موسى، وثلاث ساعات من بئر مبعوق «بئر الغرقدة» وهي بئر عذبة الماء، ظل أهل السويس يستقون منها إلى عهد المغفور له إسماعيل باشا الخديوي الأسبق، ثم مدت إلى مدينتهم «الترعة الإسماعيلية» فأهملت البئر الآن وطمرتها الرمال. (1-9) قلعة النويبع
شكل 1-4: قلعة النويبع.
أما قلعة النويبع وتعرف بطابية النويبع، فقد مر أنها طابية صغيرة بنتها السردارية المصرية سنة 1893، وذلك بعد خروج العساكر المصرية من العقبة، وجعلتها مركزا للبوليس، وفيها الآن بضعة رجال من البوليس الهجانة؛ لحفظ الأمن في تلك الجهة، وهي تابعة في الإدارة لمركز نخل، وللقلعة سور ومزاغل وباب كبير، وفي داخل السور بئر ماؤها ضارب إلى الملوحة، وبجانبها بضعة أكواخ من الحجر يسكنها عائلات البوليس، وهي واقعة على نحو ميلين من مصب وادي العين شمالا، و50 ميلا من العقبة جنوبا، وتسمى الجهة القائمة فيها «نويبع الترابين»؛ تمييزا لها عن «نويبع مزينة» على نحو ساعتين جنوبيها. (2) مدن بلاد التيه (2-1) مدينة نخل
أما مدينة نخل ففي قلب جزيرة سيناء، وهي الآن عاصمة بلاد التيه، ومركز محافظة سيناء كلها، وفيها: «قلعة قديمة، وبلدة صغيرة، ومحجر صحي، وجبانة، وآبار، وبرك، وحديقة، وبقربها في وادي العريش سد بقناطر.»
شكل 1-5: قلعة نخل. (أ) قلعة نخل
أما قلعة نخل فهي إحدى القلاع الجميلة التي بناها السلطان قانصوه الغوري (1501 -1516م) في درب الحج المصري، وكانت تعرف قديما بالخان، وهي قائمة على هضبة عن يمين وادي أبو طريفية قرب مصبه بوادي العريش، على نحو 80 ميلا من السويس، و70 ميلا من العقبة، وتعلو نحو 1750 قدما عن سطح البحر، وهي تشرف على سهل فسيح تحده الجبال من كل الجهات إلا جهة الجنوب، كأنها نجمة في هلال، وهي مربعة الجوانب تقريبا، طول الجانب منها من 37 يردا إلى 39 يردا، وعلوها من 21 قدما إلى 25 قدما، وسمك حائطها ثلاث أقدام ونصف قدم في أسفله، وقدمان ونصف قدم في وسطه، وقدم في أعلاه، ولها خمسة أبراج في كل زاوية برج، والبرج الخامس في منتصف الضلع الشمالية، وبناؤها بالحجر المنحوت، وهو حجر كلسي كثير الوجود في تلك الجهات.
وللقلعة رتاج أو بوابة عظيمة مصفحة بالحديد، معقودة عتبتها بقنطرة تفتح للشرق، وتقفل من الداخل بمترس من الخشب، يروح ويجيء في خرقين متقابلين عن جانبيها، ولها في وسطها خادعة على النمط الشرقي المعروف، تدخل من هذه البوابة في دهليز طوله خمسة أمتار، فتلقى عن شمالك بوابة عظيمة أخرى تفتح للشمال تؤدي إلى صحن القلعة، وفيه شجرة سدر قديمة ينذر لها النذور، ويحيط به طبقتان من الغرف الضيقة المسقوفة بالقصب الفارسي الكثير الوجود في أودية الجزيرة، وقد كان سقفها قليل الارتفاع جدا، يكاد الطويل في الرجال يمسه برأسه، فرممها محافظ سيناء الأسبق والذي قبله، فرفعا سقفها ووسعا غرفها وجعلا الطبقة العليا مسكنا للمحافظ والناظر، والسفلى مكتبا لهما ومخازن، وفي أعلى السور فوق سطح الطبقة العليا وفي جدران الأبراج مزاغل إلى الجهات الأربع.
Shafi da ba'a sani ba