184

============================================================

ذكر موسى عليه الشلام أرض الشام قال الله تعالى إلى موسى، أن أشر بعبادى إنكر تتبعود} [الشعراء: الآية 52] فواعد موسى بني إسرائيل ليلة من الليالي أن يخرج بهم فيها قال الراوي وأمر بني اسرائيل آن يستعيروا من القبط ثيابهم وزينتهم على علة أن لهم عيذا يخرجون إليه، وقال موسى لفرعون: إن لنا عيذا نريد الخروج إليه، فأمر قومك ليعيرونا خليهم وحللهم وزينتهم فقذف الله تعالى في قلوبهم آنهم إن لم يفعلوا فربما احتاجوا إلى موسى في شيء من الأشياء كما احتاجوا في الآيات التسع فلا يقضي حاجتهم فلم يمنع أحذ منهم ما عندهم من الزينة إلا دفعها إليهم فلما خرج موسى في الليلة الموعودة وكان موسى وقت لهم طلوع القمر عند نصف الليل، فلما أراد الرحيل أوحى الله تعالى إليه أن احمل معك عظام يوسف ولا تخلفها ههنا ويقال إنه لما احتمل بقومه ضل عن الطريق فجاءه جبرائيل عليه السلام وقال: إنما أصابك هذا لأنك خلفت عظام يوسف فطلب موسى من يدله على قبر يوسف فلم يجد أحذا يعرف ذلك إلا عجوزة مستة فقالت: أخبرك على شريطة أن أكون معك في الجنة وقيل على شريطة أن أكون زوجتك فضمن لها موسى ذلك، فأتت به النيل ودلته على مكان فيه تابوت يوسف حتى استخرجه من موضعه وحمله معه فلما أصبح فرعون رآى معسكر بني اسرائيل خاليا ليس فيه أحد فنادى في الناس وجمعهم فقال: إن بني إسرائيل خرجوا مغايظين لنا فاجتمعوا لنخرج في طلبهم فذلك قوله تعالى: إن هذلاه لشرذمة قليلود وانهم لنا لفايظون وإنا لجييع حلارون [الشعراء: الآيات 54 - 56) فلما اجتمعوا وحشر الناس كما قال الله تعالى: فأرسل فرعود فى المداين حشرين (الشعزاء: الآية 53] يحشرون له جنوده وأراد الخروج بهم في الليلة الثانية من خروج موسى فسلط الله تعالى الموت على أبكار القبط حتى لم يبق دار من دورهم إلا مات فيها بكر من أبكارهم فاشتغلوا يومهم الثاني بذلك حتى دفتوهم وخرجوا في اليوم الثالث في جمع لم ير أحد مثله ومن كثرة جموعه قال إن هؤلاء يعني بني إسرائيل لشرذمة قليلون قال أصحاب الأخبار كان مع موسى ألف ألف ومائتا ألف ونيف من بني إسرائيل والرجال البالغون منهم ستمائة ألف وزيادة وقالوا خرج فرعون في طلب موسى وفي مقدمه ستمائة ألف فارس وكذلك في ميمنته وكذلك في ميسرته وكذلك في ساقيه وفرعون في قلب العسكر مع عدد لا يعلمهم إلا الله تعالى وعن محمد بن كعب القرضي قال: كان في عسكر فرعون سبعون آلف حصان من دهم الخيل سوى ما فيها من آنواع سائر الخيل ومشاتها وخرج حتى لحق بعسكر موسى وكان موسى قد بلغ البحر وهو بحر القلزم ونزل يريد في عبوره فبينما هم هنالك إذ طلع عليهم فرعون بجنوده قال الله تعالى: فأتبعهة فرعون وجنوده بغيا وعدوا [يونس: الآية 90] قال المفسرون فتدانوا حتى تشام الخيل

Shafi 184