============================================================
ذكر موسى عليه الشلام عليها إذا ناموا ويجلسون عليها إذا قعدوا حتى كانت تقع في أوانيهم وقدورهم فاستغاثوا بفرعون وفرعون قال لموسى مثل هذه المرات فدعا موسى ويقال: أشار بعصاه فرجعت جميغا إلى النيل فلم يؤمنوا، فسلط الله تعالى عليهم الدم وقال بعضهم: هو الرعاف سلطه الله عليهم حتى هلك منهم في ليلة واحدة خلق كثير، وقال اكثر أهل الأخبار لا بل صير الله تعالى آنهارهم وحياضهم وقللهم كلها دما غليظا فلم يقدروا على تحصيل ماء صاف يشربونه حتى بلغ منهم الجهد والعطش، وكانت بنو إسرائيل تغترف من الأنهار والآبار ماء صافيا فكان القبطي يقول للإسرائيلي استق فيستقي له ماء فما دامت الجرة في يد الإسرائيلي كان ماؤها عذبا، فإذا دفعها إلى القبطي صارت دما فاتخذوا كيزان ذات رأسين فيستقي فيه إسرائيلي ثم يشرب من أحد رأسيه ماء ويشرب القبطي من رأسه الآخر فيخرج للإسرائيلي ماء عذب وللقبطي دم حتى كانت القبطية تقول للاسرائيلية خذي الماء في فيك ومجيه في فمي فقد هلكت عطشا، فما دام الماء في فم الإسرائيلية كان ماة عذبا صافيا فإذا مخته في فم القبطية صار دما فاستغاثوا بفرعون وفرعون بموسى فدعا الله تعالى فأوحى الله تعالى إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر [الشعراء: الآية 13]، فضرب البحر فعاد ماؤه دما ومياه الأنهار كلها عذبة صافية فلم يؤمنوا ولم يوفوا بالعهد فدعا موسى عليهم بالطمس وقال: {رتنا اطيش عل أموالهة وأشدد على قلوبهة} [يونس: الآية 88] فطمس الله تعالى كل ما كان لهم من مال عين وورقي وثياب وحبوب وأوان، وروي أن المسلمين وجدوا حين فتحوا مصر في خرابات مدينة فرعون كل شيء كان من الدراهم والدنانير والحبوب والثمار مطموسا حجارة فلم يؤمنوا بقول الله عز وجل ولما وقع عليهم الرجز إلى قوله: ينكثون} [الأعراف: الآيتان 134، 135]، وقال الله تعالى ايي مفصل} [الأعراف: الآية 133](1) قال بعض المفسرين: كانت كل آية أربعين يوما وما بين الآية إلى الآية أربعون يوما، وقيل مدة كل آية عشرة أيام وما بين الآيتين عشرة أيام وقيل مدة الآيات سبعة أيام وما بينهما سبعة والله أعلم، قال الله تعالى: ولقد مائينا موسى تسع مايكت بينت} (الإسراء: الآية 101)(2) قال قوم هي الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم واليد البيضاء والعصا والتاسعة فلق البحر وقال آخرون: بل التاسعة السنون التي أخذوا بها، ولما رأوا الآيات ولم يؤمنوا أذن الله تعالى في هلاكهم فأمر الله تعالى موسى أن يسير ببني إسرائيل إلى (1) تمام الآية: فأرسلنا عليهم الطوفان والحراد والقمل والضفايع والدم دالينت ثفصلنت فأشتكبروا وكانوا قوما يب (2) تمام الآية: ولقد مانينا موسى تشع مايت بيننت فسعل بنى إسرهيل إذ جامهم فقال له فزرعوذ إنى لأظنلك شوسى منمون.
Shafi 183