============================================================
ذكر موسى عليه الشلام منهم وهلكت مواشيهم قال الله تعالى: ولقد أخذتا ،ال فرعون بالسنين ونقص من الثمرات [الأعراف: الآية 130] فلم يتعظوا فأرسل الله عليهم بعد ذلك الطوفان، فقال قوم من أهل الأخبار إن الطوفان هو المطر الشديد فمطروا أربعين ليله ويقال عشرة أيام ويقال سبعة أيام لم ير مثله حتى هدمت البيوت وغرقت القرى، وكثير من الأنعام والناس فاستغاث الناس إلى فرعون فأرسل فرعون إلى موسى فقال: يكموسى ادغ لنا ريك يما عهد عندك لين كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معلك بني إشرهيل} (الأعراف: الآية 134] فدعا موسى بعد ما عاهدهم على ما قالوا فكشف الله عنهم المطر وظهرت لهم الشمس فخرج من النبات والكلام لم يروا مثله فقالوا: لقد كان هذا خيرا لنا فلا نعلمه فنقضوا العهد ولم يؤمنوا وقال آخرون: بل كان الطوفان هو الموت الذريع من الطاعون، فوقع فيهم حتى مات في ليلة واحدة من الأكابر من قوم فرعون ثمانون الفا فاستغاثوا بقرعون واستغات فرعون بموسى فدعا موسى بعدما عاهدهم فلما كشف الله عنهم الرجز لم يؤمنوا ونقضوا العهد، قال الله تعالى: إذا هم ينكون [الأعراف: الآية 135](1) ثم أرسل الله تعالى عليهم بعد ذلك الجراد فجاء منها مثل الغمام الأسود فوقعت على حروثهم فأكلت جميع ما كان منها حتى قصباتها واكلت الثمار وأغصان الشجر ثم وقعت على الأبنية فجعلت تأكل الخشب في البيوت فاستغاثوا بفرعون واستغاث فرعون بموسى وعاهده كما عاهدوه آول مرة، فدعا موسى ويقال آمر الله تعالى آن يشير بعصاه إلى الجراد ففعل فطارت بأسرها حتى لم يبق منها واحدة ويقال أرسل الله تعالى عليها ريخا حتى احتملت الجراد وألقتها في البحر فنقضوا أيضا وقالوا: قد بقي لنا ما يكفينا سنتنا هذه ولا نؤمن بك قط، فأرسل الله تعالى عليهم القمل (2) قال قوم القمل الجراد التي لا أجنحة لها، وقيل: هي البراغيث، ويقال: هي التي تسمى بالفارسية سيروبه وقيل هي التي تظهر في الحنطة عند طول المدة فتأكلها ويقال بالفارسية شبشة وهي القمل التي تكون في الثياب فاستغاثوا إلى فرعون واستغاث فرعون إلى موسى، فدعا موسى إلى الله تعالى حتى أرسل الله تعالى ريخا حارة فأحرقت القمل فلم يؤمنوا، فأرسل الله تعالى عليهم الضفادع ويقال: أوحى الله تعالى إلى موسى حتى جاء إلى النيل فضربه بعصاه فخرجت منها ضفادع لا عدد لها تركب بعضها بعضا ودخلت دورهم وبيوتهم حتى دخلت فرشهم فكانوا يطؤونها إذا مشت ويضطجعون (1) وتمام الآية قلما كشفنا عنهم الرجز إلن أجلي هم بلغوه إذا هم ينكثون، وفي سورة خم والكتاب البين، الآية: 50 هذا نصها فلما كشفنا عنهم العناب إنا هم ينكثوب.
(2) القمل: الحمنان يشبه صغار الحلم، وقيل دودة تقع في جلدة الشاة، البخاري - صحيح البخاري 2/
Shafi 182