[١٣٧] عَن زَيْنَب بنت أم سَلمَة أَنَّهَا رَأَتْ زَيْنَب بنت جحش الَّتِي كَانَت تَحت عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَكَانَت تستحاض قَالَ الْبَاجِيّ قَول رَأَتْ زَيْنَب وهم لِأَن زَيْنَب بنت جحش كَانَت زوج النَّبِي ﷺ وَأُخْتهَا حمْنَة كَانَت تَحت طَلْحَة بن عبيد الله وَأُخْتهَا أم حَبِيبَة كَانَت تَحت عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَاسْمهَا جهبة وَقد روى هَذَا الحَدِيث بن عفير عَن مَالك وَقَالَ ابْنة جحش فَلم يسمهَا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ القعْنبِي عَن مَالك فَإِن كَانَ هَذَا مَحْفُوظًا فَهُوَ الصَّوَاب وَقَالَ القَاضِي عِيَاض اخْتلف أَصْحَاب الْمُوَطَّأ فِي هَذَا عَن مَالك فأكثرهم يَقُولُونَ زَيْنَب بنت جحش وَكثير من الروَاة يَقُولُونَ عَن ابْنة جحش قَالَ وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب قَالَ وَيبين الْوَهم فِيهِ بقوله كَانَت تَحت عبد الرَّحْمَن وَزَيْنَب هِيَ أم الْمُؤمنِينَ لم يَتَزَوَّجهَا عبد الرَّحْمَن بن عَوْف قطّ إِنَّمَا تزَوجهَا أَولا زيد بن حَارِثَة ثمَّ تزَوجهَا رَسُول الله ﷺ وَالَّتِي كَانَت تَحت عبد الرَّحْمَن بن عَوْف هِيَ أم حَبِيبَة وَقَالَ بن عبد الْبر قيل إِن بَنَات جحش الثَّلَاثَة زَيْنَب وَأم حَبِيبَة وَحمْنَة زوج طَلْحَة كن يستحضن كُلهنَّ وَقيل إِنَّه لم يستحض مِنْهُنَّ إِلَّا أم حَبِيبَة وَذكر القَاضِي يُونُس بن مغيث فِي كِتَابه الموعب فِي شرح الْمُوَطَّأ مث لهَذَا وَذكر أَن كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ اسْمهَا زَيْنَب ولقب إِحْدَاهُنَّ حمْنَة وكنبة الْأُخْرَى أم حَبِيبَة قَالَ وَإِذا كَانَ هَذَا هَكَذَا فقد سلم مَالك من الْخَطَأ فِي تَسْمِيَة أم حَبِيبَة زَيْنَب انْتهى كَلَام القَاضِي قَالَ النَّوَوِيّ وَأما قَوْله أم حَبِيبَة فقد قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ الصَّحِيح أَنَّهَا أم حبيب بِلَا هَاء وَاسْمهَا حَبِيبَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ قَول الْحَرْبِيّ صَحِيح وَكَانَ من أَئِمَّة النَّاس بِهَذَا الشَّأْن وَقَالَ أَبُو عَليّ الغساني الصَّحِيح أَن اسْمهَا حَبِيبَة وَقَالَ بن الْأَثِير يُقَال لَهَا أم حَبِيبَة وَقيل أم حبيب قَالَ وَالْأول أَكثر وَكَانَت مُسْتَحَاضَة وَأهل السّير يَقُولُونَ الْمُسْتَحَاضَة أُخْتهَا حمْنَة بنت جحش قَالَ بن عبد الْبر الصَّحِيح إنَّهُمَا كَانَتَا تستحاضان انْتهى وَقَالَ صَاحب الْمطَالع قَول الْمُوَطَّأ رَأَتْ زَيْنَب بنت جحش قَالَ الْحَرْبِيّ صَوَابه أم حبيب وَاسْمهَا حَبِيبَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَهُوَ الصَّوَاب قَالَ أَبُو عَمْرو وَهُوَ الْأَكْثَر وَبَنَات جحش ثَلَاث زَيْنَب وحبيبة هَذِه وَحمْنَة فَقيل كن يستحضن كُلهنَّ وَقيل بل حَبِيبَة فَقَط وَقيل بل حَبِيبَة وَحمْنَة وَهَذَا الْأَصَح وَحكى لنا شَيخنَا أَبُو إِسْحَاق اللواتي عَن بن سهل عَن يُونُس بن عبد الله القَاضِي أَنه حكى إِن بَنَات جحش كن ثَلَاثًا اسْم كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ زَيْنَب وَكن يستحضن كُلهنَّ قَالَ القَاضِي وَسَأَلت عَن ذَلِك حفيده يُونُس بن مُحَمَّد بن مغيث فصححه قَالَ بن قرقول وَهَذَا لَا يقبل وَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ لِأَنَّهُ لم يسمع إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَأهل الْمعرفَة بِهَذَا الشَّأْن لَا يثبتونه وَإِنَّمَا حمل عَلَيْهِ من قَالَه إِنَّه لَا ينْسب إِلَى مَالك وهم انْتهى فَائِدَة عد الْحَافِظ بن حجر فِي شرح البُخَارِيّ المستحاضات من الصحابيات فِي زمن النَّبِي ﷺ فبلغن عشرَة بَنَات جحش الثَّلَاثَة على مَا تقدم وَفَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش وَتقدم حَدِيثهَا وَسَوْدَة بنت زَمعَة وحديثها عِنْد أبي دَاوُد وَابْن خُزَيْمَة وَأم سَلمَة وحديثها فِي سنَن سعيد بن مَنْصُور وَأَسْمَاء بنت عُمَيْس رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَهُوَ فِي سنَن أبي دَاوُد أَيْضا لَكِن على التَّرَدُّد هَل هُوَ عَنَّا أَو عَن فَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش وسهلة بنت سُهَيْل ذكرهَا أَبُو دَاوُد أَيْضا وَأَسْمَاء بنت مرشد ذكرهَا الْبَيْهَقِيّ وَغَيره وبادية بنت غيلَان ذكرهَا ان مَنْدَه وروى الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي حمْنَة حَدِيث يحيى بن أبي كثير أَن زَيْنَب بنت أم سَلمَة استحاضت قَالَ الْحَافِظ بن حجر لَكِن الحَدِيث فِي سنَن أبي دَاوُد من حِكَايَة زَيْنَب عَن غَيرهَا وَهُوَ أشبه فانها كَانَت ف زَمَنه ﷺ صَغِيرَة لِأَنَّهُ دخل على أمهَا فِي السّنة الثَّالِثَة وَهِي ترْضع
[١٤٠] أَتَى رَسُول الله ﷺ بصبي فَبَال على ثَوْبه قَالَ الْحَافِظ بن حجر يظْهر لي أَن المُرَاد بِهِ بن أم قيس الْمَذْكُور فِي الحَدِيث بعده قَالَ وَيحْتَمل أَن يكون الْحسن بن عَليّ أَو الْحُسَيْن فقد وَقع لَهما أَيْضا ذَلِك كَمَا أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث أم سَلمَة وَغَيرهَا فَأتبعهُ إِيَّاه بِإِسْكَان الْمُثَنَّاة أَي أتبع رَسُول الله ﷺ الْبَوْل المَاء أَي صبه عَلَيْهِ وَلمُسلم فَاتبعهُ وَلم يغسلهُ وَلابْن الْمُنْذر فنضحه عَلَيْهِ
1 / 63