[١٣٦] عَن نَافِع عَن سُلَيْمَان بن يسَار عَن أم سَلمَة قَالَ بن عبد الْبر كَذَا رَوَاهُ مَالك وَأَيوب وَرَوَاهُ اللَّيْث بن سعد وصخر بن جوَيْرِية وَعبد الله بن عمر عَن نَافِع عَن سُلَيْمَان بن يسَار أَن رجلا أخبرهُ عَن أم سَلمَة فادخلوا بَين سُلَيْمَان وَبَين أم سَلمَة رجلا أَن امْرَأَة قَالَ الْبَاجِيّ يُقَال هِيَ فَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش قَالَ وَقد بَين ذَلِك حَمَّاد بن زيد وسُفْيَان بن عُيَيْنَة فِي حَدِيثهمَا عَن أَيُّوب عَن سُلَيْمَان بن يسَار قلت وَكَذَا هُوَ مُبين فِي سنَن أبي دَاوُد من طَرِيق وهيب عَن أَيُّوب كَانَت تهراق الدِّمَاء قَالَ الْبَاجِيّ يُرِيد أَنَّهَا من كَثْرَة الدَّم بهَا كَانَت تهريقه وَفِي النِّهَايَة كَذَا جَاءَ هَذَا الحَدِيث تهراق الدَّم على مَا لم يسم فَاعله وَالدَّم مَنْصُوب أَي تهراق هِيَ الدَّم وَهُوَ مَنْصُوب على التَّمْيِيز وَإِن كَانَ معرفَة وَله نَظَائِر أَو يكون قد أجْرى تهراق مجْرى نفست الْمَرْأَة غُلَاما ونتج الْفرس مهْرا قَالَ وَيجوز رفع الدَّم على تَقْدِير تهراق دماؤها وَيكون اللف وَاللَّام بَدَلا من الْإِضَافَة كَقَوْلِه أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ أَي عقدَة نِكَاحه أَو نِكَاحهَا قَالَ وَالْهَاء تهراق بدل من همزَة أراق يُقَال أراق المَاء يريقه وهراقه يهريقه بِفَتْح الْهَاء هراقة انْتهى وَقَالَ أَبُو حَيَّان فِي شرح التسهيل اخْتلفُوا فِي تَشْبِيه الْفِعْل اللَّازِم بِالْفِعْلِ الْمُتَعَدِّي كَمَا شبه وَصفه باسم الْفَاعِل الْمُتَعَدِّي فَأجَاز ذَلِك بعض الْمُتَأَخِّرين فَتَقول زيد قد تفقأ الشَّحْم أَصله تفقأ شحمه فأضمرت فِي تفقأ ونصبت الشَّحْم تَشْبِيها بالمفعول وَاسْتدلَّ بِمَا رُوِيَ فِي الحَدِيث كَانَت امْرَأَة تهراق الدِّمَاء وَمنع من ذَلِك أَبُو عَليّ الشلويين وَقَالَ لَا يكون ذَلِك إِلَّا فِي الصِّفَات وَتَأَول الحَدِيث على أَنه إِسْقَاط حرف الْجَرّ أَو على إِضْمَار فعل أَي بالدماء أَو يهريق الله الدِّمَاء مِنْهَا قَالَ أَبُو حَيَّان وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح إِذْ لم يثبت ذَلِك من لِسَان الْعَرَب لتستثفر بمثلثة قبل الْفَاء قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ أَن تشد فرجهَا بِخرقَة عريضة بعد أَن تحتشي قطنا وتوثق طرفيها فِي شَيْء تشده على وَسطهَا فتمنع بذلك سيل الدَّم وَهُوَ مَأْخُوذ من ثفر الدَّابَّة الَّذِي يَجْعَل تَحت ذنبها فَائِدَة قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل فِي الْحيض ثَلَاثَة أَحَادِيث حديثان لَيْسَ فِي نَفسِي شَيْء مِنْهُمَا حَدِيث عَائِشَة فِي قَضِيَّة فَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش وَحَدِيث أم سَلمَة وَالثَّالِث فِي قلبِي مِنْهُ شَيْء وَهُوَ حَدِيث حمْنَة بنت جحش قَالَ أَبُو دَاوُد وَمَا عدا هَذِه الثَّلَاثَة أَحَادِيث فَفِيهَا اخْتِلَاف واضطراب وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد الأشبيلي حَدِيث فَاطِمَة أصح حَدِيث يرْوى فِي الِاسْتِحَاضَة
1 / 62