صاحب المفتاح مثالًا له١ إلاّ أنَّه لم يصب في ذلك، لأن وجود مثاله في التنزيل كان كافيًا، فلا وجه لاقتصاره على إيراد المثال للأقسام الخمسة٢.
وثالثها: الالتفات من الخطاب إلى التكلم، ومثاله لم يوجد في التنزيل، وأمّا مثاله من الشعر فقوله٣:
طَحَا بِكَ قَلْبٌ فِي الحِسَانِ طَرُوبُ بُعيْدَ٤ الشَّبابِ عَصْرَ حانَ مَشِيْبُ٥
يُكَلِّفُنِي لَيْلَى وقد شَطَّ وَلْيُها٦ وَعَادتْ عَوَادٍ بَيْنَناَ وخُطُوبُ
التفت من الخطاب في (طحابك) إلى التكلم؛ حيث لم يقل يكلّفك، وفاعل يكلفني ضميرُ القلب، وليلى مفعوله الثاني، والمعنى: يكلفني ذلك القلب ليلى ويطالبني بوصلها.
ورابعها: الالتفات من الخطاب إلى الغيبة؛ ومثاله من التنزيل: ﴿حَتَّى إِذَا
_________
١ ساقط من (م) .
٢ ساقط من (م) .
٣ البيتان لعلقمة الفحل، شاعر جاهلي معاصر لامرئ القيس: وهما في ديوانه بشرح الأعلم تقديم د. حنّا نصر الحتّي: (٢٣) .
وفيه: تُكلفني. بدل: يكلفّني. وذكر ذلك التفتازاني في شرح التلخيص أيضًا فقال: «وروي تكلفني بالتاء الفوقانية على أنه مسند إلى ليلى، والمفعول محذوف: أي شدائد فراقها أو على أنه خطاب للقلب فيكون التفاتًا آخر من الغيبة إلى الخطاب» شرح التلخيص بهامش كتاب التخليص (٨٨) . ووردت رواية تكلفني أيضًا في المصباح: (٣٢) وانظر أيضًا شروح التلخيص ١/٤٦٨- ٤٦٩، فقد ورد فيها تحليل الالتفات على الروايتين وكذلك في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص ١/١٧٣- ١٧٤.
٤ في (د) يعيد.
٥ بعد البيت في (د) أضاف: أي: زمان قرب المشيب. ورأيت ألا أدخله في المتن.
٦ بعد هذا ورد في (د): أي: بعد قربها. (ورأيت ألا أدخل هذا التفسير في المتن) وفي (م): أي بعد قربها أي بعد. والوَلْيُ: العهد، وما وَلِيَهُ من قربها وجوارها.
1 / 358