كنتم الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ﴾ ١ كان الظاهر أن يقال: وجرين بكم.
ومن الشعر قوله٢:
إنْ تَسْأَلوا الحقَّ نُعطِ٣ الحقَّ سائِلَهُ والدِّرْعُ مُحْقَبَةٌ والسَّيْفُ مَقْرُوبُ٤
التفت في (سائله) من الخطاب إلى الغيبة.
وخامسها: الالتفات من الغيبة إلى الخطاب؛ ومثاله من التنزيل: ﴿مالكِ يومِ الدِّيْن. إيَّاكَ نَعْبُدُ٥﴾ كان الظاهر أن يقول: إيّاه نعبد.
ومن الشعر:
طَرَقَ الخَياَلُ ولا كَلَيْلَةِ مُدْلجِ سَدِكًا٦ بِأَرْحُلِنَا وَلَمْ يَتَعَرَّجِ
أنَّى اهْتَدَيْتِ٧ وَكُنْتِ [غير] رجِيْلَةٍ٨ والقومُ قَدْ٩ قَطَعُوا متان١٠السَّجْسَجِ١١
_________
١ الآية (٢٢) من سورة يونس والآية من شواهد المصباح (٣٤) والتلخيص (٨٨) والإيضاح (١/١٥٨) .
٢ ساقط من (م) . والبيت من الشواهد البلاغية، وهو لعبد الله بن عنمة كما ورد في المفتاح (٢٠٠) والإيضاح (١٥٦، ١٥٩) .
٣ في (م): تعط.
٤ محقبة: محمولة خلفنا في الركاب. وكل شيء شدّ في مؤخّر رحل أو قتب فقد احتُقِب. مقروب: موضوع في قرابه. وهو غمده.
٥ آية (٤-٥) من سورة الفاتحة والآية من شواهد المفتاح: ٢٠١، والمصباح: ٣٤، والإيضاح ١/١٥٨، والتلخيص (٨٨) وشروحه: ١/٤٦٩، ٤٧١.
٦ في (م): شدكا. والسَّدك: المولع بالشيء. لم يتعرّج: لم يُقِمْ.
٧ في (د) أضاف هنا كلمة (لنا) .
٨ في (م): صله وفي (د) رحيلة. وما أثبتّه من ديوان الشاعر. والرجيلة: القوّية على المشي.
٩ ساقط من (م) .
١٠في (د): مثال. والمتان: جمع متن، وهو ما صلب من الأرض وارتفع. والسجسج: الأرض الواسعة.
١١ في (د): السجع وفي (م) بسميج، والبيتان للحارث بن حلزة اليشكري، الشاعر الجاهلي،
وهما في ديوانه جمع وتحقيق د. إميل بديع يعقوب ص ٤٢. وهما من شواهد المفتاح: ٢٠٠، والبيت الثاني فيه:
أنى اهتديت لنا وكنت رحيلة والقوم قد قطعوا متان السجيج
وورد أيضًا في المصباح: (٣٣) والشطر الأول من البيت الثاني يوافق ما في المفتاح.
1 / 359