المازني١: لولا صحة مورده وتكرره لرددته» ٢ والشريف الفاضل٣ لغفوله عمّا قررناه قال٤ في شرحه للمفتاح: «لا يبعد أن يجعل مثل٥: أنا الذي سمّتني أُمِّي حيدرة، وأنت الذي أخلفتني، ونحن قوم فعلنا، وأنتم قوم تجهلون - من باب الالتفات من الغيبة إلى التكلم أو الخطاب"٦.
وممّا يشبه الالتفات وليس منه: ما في قوله تعالى: ﴿فَإنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ﴾ ٧ من تغيُّر٨ الأسلوب والعدول عن مقتضى ظاهر الكلام؛ وذلك أن موجب طرد الكلام على أسلوب ما سبق من قوله تعالى: ﴿قُلْ أَطِيْعُوا الله وَأَطِيْعُوا الرَّسُوْلَ﴾ ٩ وسوقه١٠ على مقتضى الظاهر هو أن يقال: فإن تولّوا١١ فإنّما١٢ عليهم ما حمّلوا وعليك ما حمّلت، وإنّما قلنا إنّه
_________
١ هو: بكر بن محمد بن بقية، وقيل بكر بن بقية، أبو عثمان المازني، من بني مازن بن شيبان، نزل في بني مازن فنسب إليهم، وهو عالم نحوي بصري من مشاهير العلماء، له من التصانيف: (ما يلحن فيه العامة) و(الألف واللام) و(الديباج) وغير ذلك توفي سنة ٢٤٨، وقيل سنة ٢٤٩هـ.
انظر: إنباه الرواة على أنباه النحاة ١/٢٨١- ٢٩١.
وبغية الوعاة ١/٤٦٣- ٤٦٦.
٢ شرح الحماسة (١/١١٤- ١١٥) وفيه: "كان وجه الكلام أن يقول..".
٣ في (م) والفاضل الشريف.
٤ ساقط من (م) .
٥ ساقط من (م) .
٦ شرح القسم الثالث من مفتاح العلوم للسكاكي لوحة (٣٨/أ) .
٧ آية ٥٤ من سورة النور.
٨ في (م) تغيير.
٩ آية (٥٤) من سورة النور: والآية تامة: ﴿قُلْ أَطِيْعُوا الله وأَطِيْعُوا الرَّسُول فإن توَلَّوا فَإِنَّما عليه ما حُمِّل وعلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وإنْ تطيعُوه تهتدوا وما على الرَّسُول إلا البلاغُ المُبِيْن﴾ .
١٠ في (م) ويسوقه.
١١ في (م): تتولوا.
١٢ ساقط من (م) .
1 / 350