ليس منه؛ لعدم النقل عن أحد الطرق الثلاثة إلى الآخر منها؛ فإن المتحقق١ في قوله تعالى٢: ﴿قُلْ أَطِيْعُوا اللهَ﴾ تنزيلهم منزلة الغائبين٣، لا سوق الكلام٤ معهم على طريق الغائبة، والفرق واضح وإن خفي على صاحب الكشف حيث قال: "هو٥ التفات حقيقي؛ لأنّه٦ جعلهم غُيّبًا، حيث أمر الرسول [ﷺ] بخطابهم في٧ قوله ﴿قُلْ أَطِيْعُوا اللهَ﴾ ثم خاطبهم بقوله ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا﴾ ٨. وقد نبّه صاحب الكشاف٩ على ما ذكرنا من عدم الالتفات حقيقة فيما ذكر لفقد شرط النقل حيث قال: "صرف الكلام عن الغيبة إلى الخطاب على طريقة الالتفات"١٠ يعني أن مقتضى الظاهر نظم الكلام على الغيبة، ولما صرف عنها كان على طريقة الالتفات وإن لم يكن منه لعدم تحقّق النّقل عن الغيبة، حيث لم يوجب١١ سوق الكلام على صيغتها١٢، ففي إقحام عبارة الطريقة وذكر الصرف دون النّقل تنبيه على ما ذكرنا، فافهم.
_________
١ في (م): التحقيق.
٢ ساقط من (د) .
٣ ساقط من (د) .
٤ حدث في (م) خلط هنا فقد ورد: لا سوق الكلام عن أحد الطرق الثلاث منها فإن المتحقق في قوله تعالى معهم على طريق الغائبة والفرق..
٥ ساقط من (م) .
٦ في (م): لأنهم.
٧ في (م) قل قوله.
٨ انظر حاشية الشهاب الخفاجي ٦/٣٩٦ فقد ذكر هذا الرأي ثم عقب عليه بقوله: "وقيل إنه من تلوين الخطاب إذ عدل عن خطاب الرسول ﵊ إلى خطابهم بالذات فليس مندرجًا تحت القول".
٩ في (م) الكشف.
١٠ الكشاف: ٣/٧٣.
١١ في (م) يوجد.
١٢ في (م): صيغها.
1 / 351