تَجْهَلُونَ﴾ ١ أما وجه الظنّ فهو أن الاسم الظاهر غائب فلما عدل عنه إلى الخطاب في تجهلون تحقق الالتفات، وأمّا أنه ليس منه فلأنّ في عبارة القوم [جهتا غيبة] ٢ وخطاب؛ وذلك لأنّها اسم ظاهر غائب وقد حمل على ﴿أَنْتُمْ﴾ فصار عبارة عن المخاطب، ثم إنّه٣ وصف ﴿تَجْهَلُوْنَ﴾ اعتبارًا لجانب خطابه المستفاد من حمله على ﴿أَنْتُمْ﴾ ٤ وترجيحًا له على جانب غيبته الثابت في نفسه؛ لأن الخطاب أشرف وأدل وجانب المعنى أقوى وأكمل٥، فهو بالحقيقة اعتبار لجانب المعنى، وتغليب له على جهة اللفظ، فإنّ الغيبة في لفظ (القوم) ومعناه الخطاب٦، وبهذا القدر من الاعتبار لا يتغير٧ الأسلوب، ولا يتحقق النقل من طريق إلى آخر، وعلى هذا القياس قول علي ﵁: "أنا الَّذي سمّتْنِي أمِّي حَيْدَرَة"٨.
_________
١ آية: ٥٥ من سورة النمل. وورد في النسختين (وأنتم) وهو خطأ.
٢ في (د) جها عينة وخطاب. وفي (م) جهتا فيه غيبة وخطاب. وما أثبتّه يقتضيه السياق.
٣ في (م): إنّ.
٤ ساقط من (د) .
٥ في (د) وكمل.
٦ في (د) المخاطب.
٧ في (م) لا يتغير به.
في (م) خلط واضح وسقط فقد ورد: "لا يتغير به الأسلوب وإن تغيّر التعبير حتى احتيج إلى اعتبار قيد زائد للاحتراز عن مثله وبما قررناه تبين. وعلى هذا القياس قول علي ﵁.
٨ هذا الرجز لعلي بن أبي طالب ﵁ كما في اللسان مادة (حدر) ٤/١٧٤ وفيه:
أنا الّذي سمّتني أمِّي الحيدره
كليث غاباتٍ غليظِ القَصَره
أكليلكم بالسيف كيل السَّندره
والحيدرة: الأسد. وورد في شرح الحماسة للمرزوقي (١/١١٥) ولكن دون نسبة.
وفي ص (٤٠٧) أشار إلى أنه منسوب إلى علي ﵁ ولم يجزم بذلك. اللسان:
1 / 348