محدث له، قلت: بل ما١ ذكرته على وفق إشارة صاحب المفتاح حيث قال: «والعرب يستكثرون منه، ويرون الكلام إذا انتقل من أسلوب إلى أسلوب أدخل في القبول عند السامع، وأحسن تطرئة لنشاطه٢، وأملأ٣ باستدرار إصغائه» ٤ ويوافقه ما في الكشّاف٥، وكفى بنا ذانك الشيخان قدوةً، وقد وقفت فيما سبق على أن ما ذكر في التلخيص لا يطّرد إلا باعتبار شرط من الخارج، وذلك خارج٦ عن قانون الحدّ، وما ذكرنا سالم عن المحذور المذكور، وذلك لأن الاختلاف في الأسلوب أخصّ من الاختلاف في التعبير؛ فإنّ الثاني يتحقّق في نحو٧ قوله تعالى: ﴿يا أَيُّها الَّذِيْن آمَنُوا إذا قُمْتُمْ إلى الصَّلاة﴾ ٨ دون الأوّل؛ لأن حق الضمير العائد إلى الموصول أن يكون غائبًا، فلا يتغيّر به الأسلوب وإن تغيّر٩ التعبير حتى احتيج إلى اعتبار قيد زايد للاحتراز عن مثله.
وبما قررناه١٠ تبيّن أن الجمهور لا يرتضي تحديد١١ الالتفات بما ذكر في التلخيص، وأن ما ذكر١٢ في شرحه من نسبته إليهم فرية ما فيها مرية.
ومما يظنّ أنّه من قبيل الالتفات وليس منه قوله تعالى: ﴿بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ
_________
١ ساقطة من (م) .
٢ في (د) نشاط.
٣ في (م) وإملاءً.
٤ المفتاح بشرح نعيم زرزور: ١٩٩.
٥ انظر الكشاف ١/٦٤.
٦ وذلك خارج ساقط من (م) .
٧ ساقطة من (م) .
٨ آية (٦) من سورة المائدة.
٩ في (د) تغتر.
١٠ في (م): قرّرنا.
١١ في (د) تجديد.
١٢ ساقط من (م)
1 / 347