وأما التعقيد المعنوي وهو ما مر أنه لخلل في الانتقال، ومر تعريفه أول الباب. فمثاله قول عباس بن الأحنف:[ من الطويل ] سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا ... وتسكب عيناي الدموع لتجمدا (¬1)
... (السين) إشارة إلى البعد، وإن كان هناك وسيلة للقرب الذي هو المطلب الأقصى للمشتاق، إلا أنه من حيث أنه في نفسه خليق بأن يسوف عليه، وإن جعلنا (السين) لمجرد التأكيد فالإشارة إلى ذلك باعتبار العبارة الدالة وضعا على التسويف، و<<عنكم >> متعلق ببعد، والمراد: بعد داري عنكم، إشارة إلى أنه لا يرضى بنسبة البعد إلى دار المحبوب، فضلا عن أن يرض بنسبة البعد إلى نفس المحبوب. و<<تسكب>> (بالرفع) معطوف على<< أطلب >> لا بالنصب عطفا على << تقربوا >> لأنه ليس علة لطلب البعد ، بل علته القرب للزوم السرور به ولاعطفا على حد ولبس عباءة ونقر عيني لأنه يقتضي أن يكون السكب مطلوبا لعطفه على المطلوب، وهو كناية عن الحزن والأحبة وكل من السكب والحزن لازم للآخر وملزوم له..
Shafi 41