وفي سنن أبي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد» (¬2). فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم ما يقتبس من النجوم من السحر، وأكثر العامة لا يسمون هذا سحرا. وسواء أراد به الاستدلال بالكواكب على الحوادث، أو أراد به التأثيرات والمخاطبات ونحوها، فإن هذين النوعين محرمان بإجماع المسلمين.
وكثير من الناس يظهر ذلك في صورة الكرامات التي تكون لأهل الإيمان والتقوى، ويظن بأصحابها الصلاح الذي يظن بأولياء الله المتقين، ولا يميز هؤلاء ما للسحرة ولأولياء الله. بل منهم من يشتبه ذلك عليه بمعجزات الأنبياء، ومنهم من يزعم أن معجزات الأنبياء من هذا الجنس، وأن موسى كان من أعظم السحرة، وقد أخبر الله عن الكفار أنهم جعلوا معجزات الأنبياء سحرا، كما في قوله: {وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر} [القمر: 2]، {وقالوا /187أ/ يا أيه الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون} [الزخرف: 49].
Shafi 22