============================================================
فى بدائه العقول أن هذه الوجهة مختلفة بحسب جهات التنحتى عن الكعبة .
يشاهد ذلك فى نفس المسجد الحرام ، فكيف فيما عداه ! فإن قلت المساقة اهتدى لها كل مجتهد، وإن بعدت لم يهتد لها غير أصحاب علم الهيئة .
فلكل عمل رجال ، وتد حصلوا للبلدان أطوالها الى بها تتباعد فى الامتداد شرقا وغربا ، وعروضها الى بها تتباعد شمالا وجنوبا ، بحسب قضايا الوجود فى الهيئة من حركات الثقال تحو المركز . إلآ أن القوم لما لم يعطوا القوس باريها ، وأعجبوا بأنقسهم عند غوصهم على دقائق علم مما ، وظنوا 17 أنهم يتمكنون !ل من سائره لا من جهة مبادثه ومآخذه(1) فارتبكوا(2) ولفيه ، فتراهم يشتغلون فى تسوية القبلة بمهاب الرياح وبمطالع منازل القمر وغير ذلك ، مما لا جدرى له فيهاء ثم لا يكاد أصحابالصناعة يتمكتنون من تسويتها به ، نكيت من هو ه منالصناعة بمعزل ! وأعجب حميعهم من اشتغل بالزوال واعتقد أولا أن بلجميع المعمورة فى وقت واحد : وأضاف إلى ذلك مقدمة أخرى وه يه أن الشمس تسامت رءوس (2) أهل مكتة . ثم ألف منهما قياسا وقال : إن وقت الزوال فى جميع المعمورة واحد ، والشمس تسامت رءوس (3) أهل مكتة وقت الزوال . ثمء أنتج من ذلك أن مستقبل الشمس رقت الزوال إذن هو مستقبيل مكتة .
وإنما اشوى هذا القائس لأنه بنى قباسه على مقدمتين : إحداها كاذبة ، والأخرى جزئينة قد جعلها كلية ، ولا يناقش مثلكه(1) على (1) فى الأصل : مآاخذه .
(2) مكذا فى الأسل . وفى ج : « ارئكوا» بدون فاء .
(2) ف الأسل : ررس. (4) فى ج : نناقش مثله .
26
Shafi 42