{ وكان من الكفرين } أي كان في علم الله ممن سيكفر أو وصار من الكافرين ولا تدل صلة أل على أنه سبقه كفار في الأرض. ولما شرف تعالى آدم برتبة العلم وإسجاد الملائكة امتن عليه بإسكان الجنة التي هي دار النعيم وأسكن من السكون.
{ وقلنا } معطوف على وإذ قلنا لا على ما بعد إذ. وفائدة النداء تنبيه المأمور لما يلقى إليه من الأمر واسكن وما بعده مشتمل على إباحة وهو الأمر بالسكنى والاذن في الأكل وتكليف وهو النهي الوارد ويدل وزوجك على وجودها زوجة له.
قيل: الأمر بالسكنى واللغة الفصيحة زوج وقالوا: زوجة وزوجك معطوف على الضمير المتصل المستكن في أسكن المؤكد بانت ودعوى أنه من عطف الجمل والتقدير وليسكن زوجك ليست بصحيحة.
والجنة: دار الثواب. وقيل: كانت في الأرض.
{ وكلا منها رغدا } أي واسعا كثيرا لا عناء فيه وتميم تسكن غين رغدا وقرىء به.
و { حيث } ظرف مكان أذن لهما في الأكل في أي ناحية منها أرادا.
وقول ابن عطية: ان النون حذفت من كلا للأمر لا يجوز إلا على مذهب الكوفيين، إذ يعتقدون أنه مجزوم بلام الأمر إذ أصله عندهم لتأكلا.
{ ولا تقربا } مبالغة في النهي عن الأكل لأن النهي عن قربان الشيء أكد من النهي عن الشيء وان كان المعنى لا تقربا.
{ هذه الشجرة } بالأكل لأن المأذون فيه هو الأكل وقرىء ولا تقربا - بكسر التاء -.
وهذه: إشارة للحاضر القريب من المخاطب وقرىء هذه والشجرة نعت أو عطف بيان ويظهر أنها شجرة معينة من الجنس المعلوم وقيل الاشارة إلى جنس من الشجر معلوم ولهم في تعيين أي شجرة هي أقوال: وقرىء الشجرة - بكسر الشين، وبإبدال الجيم ياء وكسر الشين - وتصغر على هذه اللغة شييرة.
Shafi da ba'a sani ba