ولد بدمشق سنة (1228) ونشأ في حجر والده، ولما ترعرع حفظ القرآن عن ظهر قلب من طريق حفص على الشيخ راضي، ثم أقبل على طلب العلم، فقرأ على فضلاء زمانه، منهم الشيخ عبد الرحمن الكزبري. سمع منه «البخاري» وغيره و«الأربعين العجلونية» وكتب له بخطه إجازة بديعة. ومنهم الشيخ عبد الرحمن الطيبي، حضره في جمل من كتب فقه الشافعية. ومنهم الشيخ سعيد الحلبي، أخذ عنه طرفا من علم العربية، ومنهم المحقق عبد اللطيف أفندي مفتي بيروت، أخذ عنه جانبا من الصرف والبيان وغيرهما. ثم في سنة (1253) ذهب إلى مكة المشرفة واجتمع فيها بالشيخ الإمام النحرير شيخ القراء في الأباطح المكية الشيخ أحمد المرزوقي البصير، المصري الأصل المكي الدار والوفاة، فقرأ عليه ختمة مجودة من طريق حفص، ثم حفظ عليه «الشاطبية» وقرأ القراءات من طريقها، ثم حفظ «الدرة» وقرأ عليه ختمة للعشرة من طريق «الشاطبية» و«الدرة» ثم حفظ «الطيبة» لشيخ الفن العلامة ابن الجزري، وقرأ عليه ختمة من طريقها للقراء العشرة أيضا، ثم أجازه شيخه بالقراءات العشرة وما تجوز له روايته، وأقام المترجم بمكة أربع سنوات، ثم رجع إلى وطنه دمشق سنة (1257) فتصدر للإقراء من طريق حفص وغيره من السبع، فاشتهر ذكره، وعم نفعه، ثم سار إلى مكة المكرمة سنة (1265) وأقام بها ثلاث عشرة سنة، مشتغلا بقراءة القرآن وتعليم القراءات، وانتفع به هناك خلق كثير، ثم عاد إلى وطنه سنة (1277) فمكث يقرئ ويفيد إلى وفاته.
Shafi 35