حتى تقتله كما أمرت ففعل محمد بن عبد الصمد صاحب الشرطة ذلك وحمله تلك الليلة على الصورة التى ذكرت وركب غلمان حامد معه حتى أوصلوه إلى الجسر وبات محمد بن عبد الصمد ورجاله حول المجلس فلما أصبح يوم الثلاثاء لست بقين من ذى القعدة أخرج الحلاج إلى رحبة المجلس واجتمع من العامة خلق كثير لا يحصى عددهم وأمر الجلاد بضربه ألف سوط فضرب وما تأوه ولا استعفى * قال فلما بلغ ستمائة سوط قال لمحمد بن عبد الصمد ادع بى اليك فان عندي نصيحة تعدل قد شهره وكتب بقصته وما ثبت عنده في أمره فأحضره على بن عيسى أيام وزارته في سنة 301 وأحضر الفقهاء ونوظر فأسقط في لفظه ولم يحسن من القرآن شيئا ولامن الفقه ولا من الحديث ولا من الشعر ولا من اللغة ولا من أخبار عند الخليفة فتح قسطنطينية فقال قد قيل لى إنك ستقول ذلك وما هو أكثر منه وليس إلى رفع الضرب عنك سبيل فسكت حتى ضرب ألف سوط ثم قطعت يده ثم رجله ثم ضرب عنقه وأحرقت جثته ونصب رأسه على الجسر ثم حمل رأسه إلى خراسان وادعى أصحابه أن المضروب كان عدوا للحلاج ألقى شبهه عليه وادعى بعضهم أنه رآه وخاطبه وحدث في هذا المعنى بجهالات لا يكتب مثلها وأحضر الوراقون وأحلفوا أن لا يبيعوا من كتب الحلاج شيئا ولا يشتروه وكانت مدته منذ ظفر به إلى أن قتل ثمان سنين وسبعة أشهر وثمانية أيام * وحكى حامد أنه قبض على الحلاج بدور الراسبى فادعى تارة الصلاح وادعى أخرى أنه المهدى ثم قال له كيف صرت إلها بعد هذا وكان السمرى في جملة من قبض عليه من أصحابه فقال له حامد ما الذى حداك على تصديقه قال خرجت معه إلى اصطخر في الشتاء فعرفته محبتى للخيار فضرب يده إلى سفح جبل فأخرج من الثلج خيارة خضراء فدفعها إلى فقال حامد أفأكلتها قال نعم قال كذبت يا ابن ألف زانية في
Shafi 66