هذا الفصل التفت أبو عمر القاضى إلى الحلاج وقال له من أين لك هذا قال من كتاب الاخلاص للحسن البصري قال له أبو عمر كذبت يا حلال الدم قد سمعنا كتاب الاخلاص للحسن البصري بمكة وليس فيه شئ مما ذكرت فكما قال قال محمد بن يحيى الصولى أنا رأيت هذا الرجل مرات وخاطبته فرأيته جاهلا يتعاقل وعييا يفصح وفاجرا يظهر التنسك ويلبس الصوف فأول من ظفر به على بن أحمد الراسبى لما اطلع منه على هذه الحال فقيده وأدخله بغداد على جمل * * * أبو عمر يا حلال الدم قال له حامدا كتب بما قلت " يعنى حلال الدم " فتشاغل أبو عمر بخطاب الحلاج فلم يدعه حامد يتشاغل وألح عليه إلحاحا لا يمكنه معه المخالفة فكتب بإحلال دمه وكتب بعده من حضر المجلس فلما تبين الحلاج الصورة قال ظهرى حمى ودمى حرام وما يحل لكم أن تتأولوا على بما لا يبيحه اعتقادي الاسلام ومذهبى السنة ولى كتب في الوراقين موجودة في السنة فالله الله في دمى ولم يزل يردد هذا القول والقوم يكتبون خطوطهم حتى كمل الكتاب بخطوط من حضر من العلماء وأنفذه حامد إلى المقتدر بالله فخرج الجواب إذا كان فتوى القضاة فيه بما عرضت فأحضر مجلس الشرطة واضربه ألف سوط فان لم يمت فتقدم بقطع يديه ورجليه ثم اضرب رقبته وانصب رأسه واحرق جثته فأحضر حامد صاحب الشرطة وأقرأه التوقيع وتقدم إليه بتسلم الحلاج وإمضاء الامر فيه فامتنع من ذلك وذكر أنه يتخوف أن ينتزع منه فوقع الاتفاق على أن يحضر بعد العتمة ومعه جماعة من غلمانه وقوم على بغال يجرون مجرى الساسة ليجعل على بغل منها ويدخل في غمار القوم وأوصاه بأن لا يسمع كلامه وقال له لو قال لك أجرى لك دجلة والفرات ذهبا وفضة فلا ترفع عنه الضرب
Shafi 65