المتبعين له بأنه كان يغيب عنهم ثم ينزل عليهم من الهواء أغفل ما كانوا وحرك * * * إليه * وحكى أبو القاسم بن زنجى قال كنت أنا وأبى يوما بين يدى حامد إذ نهض من مجلسه وخرجنا إلى دار العامة وجلسنا في رواقها وحضر هارون بن عمران الجهبذ بين يدى أبى ولم يزل يحادثه فهو في ذلك إذ جاء غلام حامد الذى كان موكلا بالحلاج وأومى إلى هارون أن يخرج إليه فنهض مسرعا ونحن لا ندري ما السبب فغاب عنا قليلا ثم عاد وهو متغير اللون جدا فأنكر أبى ما رأى منه فسأله عن خبره فقال دعاني الغلام الموكل بالحلاج فخرجت إليه فأعلمني أنه دخل إليه ومعه الطبق الذى رسمه أن يقدم إليه في كل يوم فوجده قد ملا البيت بنفسه من سقفه إلى أرضه وجوانبه حتى ليس فيه موضع فهاله ما رأى ورمى بالطبق من يده وعدا مسرعا وأن الغلام ارتعد وانتفض وحم فبينا نحن نتعجب من حديثه إذ خرج الينا رسول حامد وأذن في الدخول إليه فدخلنا وجرى حديث الغلام فدعا به وسأله عن خبره فإذا هو محموم وقص عليه قصته فكذبه وشتمه وقال فزعت من نيرنج الحلاج وكلاما في هذا المعنى لعنك الله أغرب عنى فانصرف الغلام وبقى على حالته من الحمى مدة طويلة * وحكى أن المقتدر أرسل إلى الحلاج خادما ومعه طائر ميت وقال إن هذه الببغا لولدي أبى العباس وكان يحبها وقد ماتت فان كان ما تدعى صحيحا فأحى هذه الببغا فقام الحلاج إلى جانب البيت الذى هو فيه وبال وقال من يكن هذه حالته لا يحيى ميتا فعد إلى الخليفة وأخبره بما رأيت وبما سمعت منى ثم قال بلى لى من إذا أشرت إليه أدنى اشارة أعاد الطائر إلى حالته الاولى فعاد الخادم إلى المقتدر وأخبره بما رأى وسمع فقال عد إليه وقل له المقصود اعادة هذا الطائر إلى الحياة فأشر إلى من شئت قال فعلى بالطاثر ؟ ؟ فأحضر الطائر إليه وهو ميت فوضعه على ركبتيه وغطاه لقوم يده فنثر منها دراهم وكان في القوم أبو سهل بن نوبخت النوبختى فقال له دع هذا وأعطني درهما واحدا عليه اسمك واسم أبيك وأنا أو من بك وخلق كثير معى فقال لا كيف وهذا ثم يصنع فقال له من أحضر ما ليس بحاضر صنع غير مصنوع * * * بكمه ثم تكلم بكلمات ثم رفع كمه وقد عاد الطائر حيا فأعاده الخادم إلى المقتدر وخبره بما رأى فأرسل المقتدر إلى حامد بن العباس وقال له ان الحلاج فعل كذا وكذا فقال حامد يا أمير المؤمنين الصواب قتله والا افتتن الناس به فتوقف المقتدر في قتله * وقال بعض أصحابه صحبته سنة إلى مكة قال وأقام بمكة بعد رجوع الحاج إلى العراق وقال ان شئت أن تعود فعد فانى قد عولت أن أمضى من هنا إلى بلاد الهند * قال وكان الحلاج كثير السياحة كثير الاسفار قال ثم انه نزل في البحر يريد الهند قال فصحبته إلى بلد الهند فلما وصلنا إليها استدل على امرأة ومضى إليها وتحدث معها ووعدته إلى غد ذلك اليوم ثم خرجت معه إلى جانب البحر ومعها غزل ملفوف وفيه عقدشبه السلم قال فقالت المرأة كلمات وصعدت في ذلك الخيط وكانت تضع رجلها في الخيط وتصعد حتى غابت عن أعيننا ورجع الحلاج وقال لى لاجل هذه المرأة كان قصدي إلى الهند ثم وجد حامد كتابا من كتبه فيه أن الانسان إذا أراد الحج فلم يمكنه أفرد في بيته بناء مربعا لا يلحقه شئ من النجاسات ولا يتطرقه أحد فإذا حضرت أيام الحج طاف حوله وقضى من المناسك ما يقضى بمكة ثم يجمع ثلاثين يتيما ويعمل لهم ما يمكنه من الطعام ويحضرهم ذلك البيت ويقدم لهم ذلك الطعام ويتولى خدمتهم بنفسه ثم يغسل أيديهم ويسكو كل واحد منهم قميصا ويدفع إلى كل واحد سبعة دراهم أو ثلاثة دراهم الشك من أبى القاسم بن زنجى وأن ذلك يقوم له مقام الحج * قال وكان أبى يقرأ هذا الكتاب فلما استوفى
Shafi 64