ورآه صوابا فأنفذ المقتدر حاجبه المعروف بابن بويح للاقبال بحامد وقبض على على ابن محمد بن الفرات يوم الخميس بعد العصر لثلاث بقين من شهر ربيع الآخر وعلى من ظفر به من آله وحاشيته فكانت وزارته في هذه المدة سنة وخمسة أشهر وتسعة عشر يوما وفر ابنه المحسن من ديوان المغرب وكان يليه فدخل إلى منزل الحسين بن أبى العلاء فلم يستتر أمره وأخذ فجئ به إلى دار السلطان ودخل حامد بن العباس ببغداد يوم الاثنين لليلتين خلتا من جمادى الاولى عشيا فبات في دار نصر الحاجب التى في دار السلطان ووصل يوم الثلاثاء من غدوة إلى المقتدر وخلع عليه بعد أن تلقاه الناس من نهر سابس إلى بغداد ولم يتخلف عنه أحد ورأى السلطان ومن حوله ضعف حامد وكبره فعلموا أنه لابد له من معين فأخرج على بن عيسى بن محبسه وأنفذ إلى الوزير حامد ومعه كتاب من الخليفة يعلمه فيه أنه لم يصرف عليا عن الوزارة لخيانة ولا لشئ أنكره ولكنه واصل الاستعفاء فعوفى قال وقد أنفذته اليك لتوليه الدواوين وتستخلفه وتستعين به فان ذلك أجمع لامورك وأعون على جميل نيتك فسلم الكتاب إلى الوزير شفيع المقتدرى فتطاول لعلى بن عيسى حين دخل إليه وأجلسه إلى جانبه فابى عليه وجلس منزويا قليلا وقرأ الرقعة وأجاب فيها بالشكر والقبول وركب الوزير حامد وعلى بن عيسى إلى الجمعة وكثر دعاء الناس لهما وولى ابن حماد الموصلي مناظرة ابن الفرات بحضرة شفيع اللؤلؤي وأحضر حامد بن العباس المحسن بن على بن محمد بن الفرات وموسى بن خلف فطالبهما بالمال وأسرف في صفعهما وضربهما وشتمهما فقال له موسى بن خلف أعز الله الوزير لاتسن هذا على أولاد الوزراء فان لك أولادا فغاظه ذلك فزاد في عقوبته فحمل من بين يديه وتلف وأوقع بالمحسن فأمر المقتدر بالله باطلاق
Shafi 52