المحسن فأطلق ولما بلغ ابن الفرات الخبر أظهر أنه رأى أخاه في النوم كأنه يقول له أعطهم مالك فانك تسلم فاستدعى ابن الفرات أن يسمع الخليفة منه فأحضره فأقر له بأن له قبل يوسف بن بنخاس وهارون بن عمران الجهبذين اليهوديين سبعمائة ألف دينار فأحضرهما حامد فأقرا بالمال فأخذه منهما وأقر بمائة ألف دينار له عند بعض أسبابه فأخذت وأخذوا قبل ذلك منه نحو مائتي ألف دينار فكانت الجملة التى أخذت منه ومن أسبابه ألف ألف دينار وكان السلطان أنفذ جمازات إلى الحسين بن أحمد الماذرائى يأمره بالقدوم فأرجف الناس ان ذلك للوزارة وقيل أيضا ليحاسب عن أعماله فقدم إلى بغداد للنصف من شهر رمضان سنة 6 وأهدى إلى الخليفة هدايا جليلة وإلى السيدة وحمل مالا وأهدى إلى على بن عيسى مالا وهدايا فردها وأمره أن يحملها إلى السلطان وأخرج ابن الفرات واجتمعت الجماعة لمناظرته فأقر الحسين بن أحمد انه حمل إليه عند تقلده الوزراة في الدفعة الثانية ستمائة ألف دينار فأقر بوصول المال إليه وذكر وجوها يترفه فيها فقبل بعض ذلك وألزم الباقي ورد الحسين بن أحمد على مصر وأعمالها وأخوه على الشأم وشخص إليها لست بقين من ذى القعدة وخرج توقيع الخليفة بإسقاط جميع ما صودر عليه الحسين بن أحمد وابن أخيه محمد بن على بن أحمد والاقتصار بهما من جميع ذلك على مائتي ألف دينار * وورد الخبر يوم التروية سنة 306 بأن أحمد بن قدام ابن أخت سبكرى وكان أحد قواد كثير بن أحمد أمير سجستان وثب على كثير فقتله وملك البلد وكاتب السلطان بمقاطعته على البلد وكان كثير هذا يحجب أبا يزيد خالد بن محمد المقتول الذى ذكرنا أمره قبل هذا (وفيها) وثب جماعة من الهاشميين على على بن عيسى حين تأخرت أرزاقهم وقد خرج من عند حامد بن العباس وشتموه وزنوه وخرقوا دراعته
وأرجلوه فخلصه القواد منهم فحاربوهم وضربوا ضربا شديدا واتصل ذلك بالمقتدر بالله فأمر فيهم بأمور عظام وأن ينفوا إلى البصرة مقيدين فحملوا في سفينة مطبقة بعد أن ضرب بعضهم بالدرة وأمر بأن يحبسوا في المحبس فلما وصلوا أجلسهم سبك الطولونى أمير البصرة على حمير مقدين وأدخلهم إلى دار في جانب المحبس وكلمهم بجميل ووعدهم وفرق فيهم أموالا إلا أنه أسر ذلك ثم نفذ الكتاب بإطلاقهم فأحسن إليهم سبك الطولونى وأحضرهم وزادهم وصنع لهم طعاما ثم وصلهم وأكريت لهم سميريات فكان مقامهم بالبصرة عشرة أيام ووصلهم حامد وأم موسى وأخوها وعلى بن عيسى (وفى هذه السنة) أخذ من القاضى محمد بن يوسف مائة ألف دينار وديعة كانت لابن الفرات وزفت ابنة القاسم بن عبيد الله إلى أبى أحمد بن المكتفى بالله فعملت لهما وليمة أنفق فيها مال جليل يزيد على عشرين ألف دينار (وفيها) عزل نزار بن محمد عن شرطة بغداد ووليها محمد بن عبد الصمد ختن تكين من قواد نصر الحاجب (وفيها) مات اسحاق بن عمران يوم الاربعاء لسبع خلون من صفر (وفيها) مات محمد ابن خلف وكان إليه قضاء الاهواز وولى ابن البهلول قاضى الشرقية مكانه (وفيها) ورد الخبر في أول جمادى الاولى بوفاة عج بن حاج أميرا الحجاز فكتب السلطان إلى أخيه أن يلى مكانه (وفيها) مات القاضى أحمد بن عمر بن سريج وكان أعلم من بقى بمذهب الشافعي وأقومهم به ودفن يوم الثلاثاء لخمس بقين من ربيع الآخر (وفى هذه السنة) مات الحسين بن حمدان في الحبس وقد قيل قتل وقد كان على بن محمد بن الفرات تضمن عنه قبل القبض عليه أن يغرم للسلطان مالا عظيما يقيم به الكفلاء فعورض في ذلك وقيل له انما يريد الحيلة على الخليفة فأمسك (وحج بالناس) في هذه السنة أبو بكر أحمد بن العباس أخو أم موسى
Shafi 53