Shahidanin Tsana
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Nau'ikan
وإذا بطلقتين قد دوى صداهما، وأصيب الدوق في كتفه فارتمى على ظهر جواده وهو يغمغم قائلا: كان ينبغي أن أتوقع ذلك من أعدائي، ولكنني ما ظننتهم يجسرون! وحاول تجريد سيفه إلا أنه فقد قواه، فسار به جواده حتى مسكنه، وفيه تلقته زوجته الدوقة باكية.
ولقد بذل الأطباء جهدهم فلم يجد الطب والدواء، فمات الدوق بعد ستة أيام مستغفرا من زوجته بعدما أقر لها بأنه لم يكن على الدوام زوجا صادقا. ثم قال: إنه لم يكن يتمنى إلا أن يعيش بسلام مع جميع أعدائه، ولم يباشر قتالا إلا لمجرد خدمة ربه. واحتفلوا بجنازته احتفالا يندر مثله، ولبست عليه باريس ثياب الحداد أياما عديدة.
أما بلترو فإنه ركب جواده بعد أن فعل فعلته فسار به يوما كاملا في السهول والجبال. ثم رقد حتى الصباح عند طاحون، فهجم عليه هناك بعض الجنود وأوثقوه دون أن يبدي أقل معارضة، وساقوه إلى باريس حيث صدر الحكم عليه بالإعدام.
أما الكاثوليك، فقالوا: إنه من خدم الشيطان، وأما البروتستانت فشهدوا بأنه من أولياء الله، وذكروه في صلواتهم.
على أنه أعدم في ساحة «جريف»، وجرته الخيل على مرأى جمهور غفير من سكان باريس، كانوا يصفقون بأكفهم مبتهجين بعذابه وهلاكه الوحشي، ورفع الحصار عن أورليان ثاني يوم وفاة الدوق دي جيز.
خلاصة
واستتب الأمر للملكة الوالدة، فاطلقت أمير كوندة من الأسر، واستفكت مونمورانسي من البروتستانتيين، ولم يكن ذلك بالأمر العسير بعد موت الدوق دي جيز.
ثم إن كاترين عقدت صلحا في «أمبواز» في اليوم التاسع عشر من شهر مارس (آذار) سنة 1563، وأهم شرط من شروط ذلك الاتفاق: أن للبروتستانت أن يقيموا شعائر دينهم ومذهبهم في كل مدينة، إلا باريس.
وفي أثناء التوقيع على عقد الصلح أقام جاليو لصديقه الوفي ترولوس قبرا، ثم عكف على هوى حبيبته مرسلين أرملة المحامي أفنيل.
أما أستاذه برنابا فقد كد ذهنه في تصنيف سفر عن خمور فرنسا، ولا سيما الصادرة من أقطارها الجنوبية.
Shafi da ba'a sani ba