Shahidanin Tsana
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Nau'ikan
أشخاص الرواية
1 - فندق حملة السلاح
2 - المؤامرات
3 - مكتبة لوم
4 - أحد أبطال هذه السيرة
5 - غرام وسياسة
6 - بلاط فرنسوا الثاني
7 - في أمبواز
8 - القتال
9 - جيز وكوندة
Shafi da ba'a sani ba
10 - موعد غرام يتحول إلى بعثة سياسية
11 - مجلس الملك
12 - كيف فاز أمير كوندة مرة ثانية على الدوق دي جيز
13 - ما وراء طبع الكتب المهيجة من الخطر
14 - ليلة جميلة
15 - صديق لجاليو
16 - في التصويرة التي نبهت فضول دي مزغونة
17 - العاشق الجديد
18 - مجلس الأعيان
19 - فرنسوا الثاني
Shafi da ba'a sani ba
20 - الملك في باريس
21 - كلام الملك
22 - الدوق والكردينال
23 - فراش ملك فرنسا عند احتضاره
24 - جثة فرنسوا الثاني
25 - سياسة الملكة الوالدة
26 - جاليو
27 - الدوق دي جيز والملكة كاترين
28 - أحد الشعانين
29 - الاستيلاء على روان
Shafi da ba'a sani ba
30 - إخلاص ترولوس
31 - خادم الدوق أو حاكم بايو
32 - طلق ناري أخير
خلاصة
أشخاص الرواية
1 - فندق حملة السلاح
2 - المؤامرات
3 - مكتبة لوم
4 - أحد أبطال هذه السيرة
5 - غرام وسياسة
Shafi da ba'a sani ba
6 - بلاط فرنسوا الثاني
7 - في أمبواز
8 - القتال
9 - جيز وكوندة
10 - موعد غرام يتحول إلى بعثة سياسية
11 - مجلس الملك
12 - كيف فاز أمير كوندة مرة ثانية على الدوق دي جيز
13 - ما وراء طبع الكتب المهيجة من الخطر
14 - ليلة جميلة
15 - صديق لجاليو
Shafi da ba'a sani ba
16 - في التصويرة التي نبهت فضول دي مزغونة
17 - العاشق الجديد
18 - مجلس الأعيان
19 - فرنسوا الثاني
20 - الملك في باريس
21 - كلام الملك
22 - الدوق والكردينال
23 - فراش ملك فرنسا عند احتضاره
24 - جثة فرنسوا الثاني
25 - سياسة الملكة الوالدة
Shafi da ba'a sani ba
26 - جاليو
27 - الدوق دي جيز والملكة كاترين
28 - أحد الشعانين
29 - الاستيلاء على روان
30 - إخلاص ترولوس
31 - خادم الدوق أو حاكم بايو
32 - طلق ناري أخير
خلاصة
شهداء التعصب
شهداء التعصب
Shafi da ba'a sani ba
رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى
سنة 1560م
تأليف
ميشيل زيفاكو
جمع وترجمة
نقولا رزق الله
إذا التعصب نادى القوم واجتمعوا
يوما وأيقظ فيهم نائم الفتن
أفنوا خيارهم قتلا وتهلكة
وصيروا الجهل فوق الدين والوطن
Shafi da ba'a sani ba
أشخاص الرواية
فرنسوا الثاني:
ملك فرنسا، ولد في 1544 ومات 1560 (وهو بكر هنري الثاني وكاترين دي مدسيس).
فرنسوا، دوق دي جيز:
أخو الكردينال دي لورين.
كردينال دي لورين:
وهو شارل دي جيز.
لويس دي بوربون:
أمير كوندة، وزعيم البروتستانت.
أنطوان دي بوربون:
Shafi da ba'a sani ba
أخو أمير كوندة.
حنة دالبرت
Jeanne d’Albret :
ملكة النافار زوجة أنطوان دي بوربون وأم هنري الرابع المولود في بو
.
بارون دي باردليان:
من رجال الدوق دي جيز
Guises . (جود فروا) لارنودي
La Renaudie :
زعيم مؤامرة بروتستانتية، قتل في سنة 1560.
Shafi da ba'a sani ba
لافيرة:
كاتب سر لارنودي.
ماري ستيوارت:
زوجة فرنسوا الثاني.
كاترين دي مدسيس:
والدة فرنسوا الثاني.
دوق دي مونموراتسي:
أكبر قواد فرنسا.
نيكول بوصه:
صاحب فندق حملة السلاح.
Shafi da ba'a sani ba
ديانا دي بواتيه
Diane de Poitier :
دوقة فالنتينوا، حبيبة هنري الثاني.
أسقف بلدة شارتر
Chartres .
فيكونت شارتر.
يعقوب لوم:
صاحب مكتبة في مدينة أورليان.
مادلين:
ابنة يعقوب لوم، بروتستانتية.
Shafi da ba'a sani ba
برنار أفنيل:
محام باريسي، بروتستانتي.
مرسلين:
زوجة برنار أفنيل، كاثوليكية.
جاليو دي نرساك:
كان طالبا في السربون.
برنابا مرفزان:
معلم ومن أساتذة السربون.
جان بلترو، دي ميرة:
بروتستانتي.
Shafi da ba'a sani ba
ترولوس دي مزغونة:
منقذ جاليو من باردليان.
الآنسة دي ليمول.
للمان دوزي:
سكرتير لكردينال دي لورين.
مسيو دي برسان:
حاكم سجن الباستيل.
دي جليس:
جاسوس الدوق دي جيز وأخيه الكردينال على أمير كوندة
Condé .
Shafi da ba'a sani ba
بول دي رشيان.
اللورد تروكمارتو:
سفير إنكلترة.
الأميرال دي شاتيليون:
كاثوليكي.
دوق دي نافار:
حاكم بلدة أمبواز المحصنة، التي حصلت فيها مذبحة البروتستانت في 1560، ثم معاهدة أمان في 1563، وهذه المذبحة سابقة المجزرة سان برتلماو في 1572.
مدام بورتو:
زوجة الرئيس الأول لنيابة نانت.
الفصل الأول
Shafi da ba'a sani ba
فندق حملة السلاح
كان فندق حملة السلاح الواقع بجوار مدينة نانت، يملكه رجل يدعى «نيكول بوصه» يختلف بأخلاقه عن سائر الرجال كما كان يختلف فندقه عن بقية الفنادق التي في مدينة نانت.
ونانت مدينة تبعد عن باريس ثلاثمائة كيلومتر إلى الجنوب الغربي منها، وقد يزيد سكانها عن مائة وخمسة وعشرين ألفا.
وكانت في عهد هذه السيرة؛ أي في سنة 1560، مشهورة بزخارفها، وتوفر أسباب التأنق فيها.
أما فندق «حملة السلاح» فهو بناء قديم ينتهي تاريخه إلى القرن الرابع عشر، وهو سميك الجدران ضخم الأبواب المغطاة بالمسامير الغليظة، وكانت نوافذه مشبكة بقضبان الحديد كنوافذ سجن أو قلعة منيعة أو حصن حصين.
وكان «نيكول بوصه» صاحب الفندق، مفاخرا به معتزا ولا اعتزاز ملك الفرنساويين بقصر اللوفر .
وكان يقيم في الفندق قبله رجل دأبه المراباة؛ أي إعطاء ماله بالرباء الفاحش، يتعيش بفضل ديونه. ثم باع الفندق إلى ماروك «بوصه» عم نيكول، وكان يلقب نفسه كذبا بالقائد مع أنه لم يلبس لباس الجند قط حتى مات عام 1551.
فما عتم أن أبصر سكان تلك الناحية رجلا بادن الجسم طويل القامة أحمر الوجه والشعر، زري اللباس، تلوح عليه أمارات الخبث والشر والفقر المدقع، لكن معه أوراق صحيحة تشهد بنسبه إلى عمه، وتثبت حقه في وراثته، وكان هذا الرجل «نيكول» الذي لم تذرف عيناه دمعة واحدة على ضريح ذلك الفقيد الذي ترك له كل ما ملكت يداه من دنياه.
واراه الثرى ولم ينبس بكلمة تقوم مقام تأبين للميت أو وداع للراحل، لكنه مضى إلى بيته؛ أي إلى ذلك البيت الذي ورثه عن عمه الفقيد، فعمد إلى مخزن المئونة والقوت يتعهده بعناية لا مزيد عليها، ويحقق النظر في محتوياته.
ووقعت يده على زجاجات عديدة ملأى بفاخر النبيذ وعتيق الخمر، كاسية بالغبار لتقادم عهدها، شاهدة بأن الفقيد - المنتقل إلى رحمة ربه - كان من أشد المخلصين في خدمة «باخوس» إله الخمر ورب المسكرات والسكر.
Shafi da ba'a sani ba
فافتض «نيكول» أختام بعض هاتيك الزجاجات، وذاقها مرارا وتكرارا ليعدل في الحكم لها أو عليها، ويبدي رأيا صالحا في جودتها أو رداءتها، فتمشت الخمر في مفاصله، ودبت في عظامه وأوصاله، ومما لا ريب فيه أن العم «ماروك» كان يفعل فعله، لو أتيح له أن يحل محله، أو لا يموت قبله.
فقضى نيكول أياما ثمانية وهو شعبان ريان، نئوم، ممتلئ البدن لحما وشحما، طيب العيش، متناس هموم دنياه ومتاعب حياته. إلا أنه بعد طول البحث وفرط التنقيب في كل مكان من ذلك الفندق لم يجد سوى ريالات عشرة تسرب إليها الفناء بالإنفاق وصارعها البلى، فالاضمحلال رويدا رويدا، وهكذا راحت سكرته وجاءت فكرته.
فكان أول ما فكر به هو أن يبيع البيت الموروث، لكنه ما لبث أن ذكر مبيته فيما مضى تحت القبة الزرقاء، فأنفت نفسه عودا غير أحمد إلى ما كان فيه من الضنك والتشرد وسوء الحال، فعقد نيته على حفظ الميراث والحرص على الفندق أو البيت.
وبعد ذلك بأسبوعين رفع فوق الباب عنوانا عليه هذه الكلمات: «فندق حملة السلاح».
فلم يتهافت عليه أحد من العملاء، ولم يقبل إليه أحد من القصاد؛ إذ يستحيل أن يزهد المسافرون من التجار أو المسافرات من الغيد الحسان في فنادق مدينة نانت، وهي الفخيمة الأنيقة الزاهية الزاهرة، ويبادروا إلى فندق «حملة السلاح» وموضعه من البلد أقصى ضواحيها على ضفاف نهر اللوار.
إلا أنه لم يطل الزمن حتى نشأت لذلك الفندق البعيد مكانة عند العاشقين ورجال الجندية. يؤمه الأولون هربا من أعين الرقباء والحساد، ويقصده الآخرون لأنه أفضل مكان للمبارزات الخفية والمشاجرات.
ولم يكن عدد أولئك القصاد كثيرا، إلا أنهم على قلتهم كانوا يدفعون الأجرة الكبيرة ولا يساومون.
فلما كان مساء اليوم الثامن من شهر فبراير (شباط) سنة 1560 ونيكول يتأهب لإغلاق أبواب فندقه، متذمرا من سوء حالته وقلة توفيقه، شاكيا حرمانه منذ أسبوعين، طرق سمعه وقع حوافر جواد، وما لبث أن رأى فارسا طويل القامة قد وقف ببابه وصاح: ألا يوجد أحد في هذا المكان؟
فلم يجب نيكول، بل بقي واقفا وراء الباب يحقق النظر إلى القادم، وتلك كانت عادته؛ أي إنه لا يفتح الباب لأحد إلا بعد أن يرقب حركاته وسكناته.
ولعله سر بذلك الفحص والتأمل؛ لأنه فتح الباب ورفع قبعته مسلما وقال للفارس: أرجو عفوا من مولاي، وعذرا عن تأخري، فقد كنت مشغولا عنه في بستاني.
Shafi da ba'a sani ba
قال: ويك، خذ فرسي وأعد لي عشاء.
قال: هل يأكل مولاي؟
أجاب: نعم. ما توافيني به.
قال: هل يقيم مولاي زمنا طويلا في مدينة نانت؟
أجاب: ذلك لا يعنيك.
قال: عندنا في هذه النواحي آثار جميلة جليلة.
قال: صه يا مهذار واعتن بجوادي! وتعال فالحق بي إلى القاعة الكبرى، فلي كلام معك.
وكان الرجل الغريب يتكلم بلهجة لا تدع مجالا للجدال. فاقتاد نيكول الجواد إلى الإصطبل ولاحظه فإذا هو جواد كريم الأصل، سرجه موشى بالذهب، فقال في نفسه : لا جرم أن الرجل سيد عظيم، سيد عظيم أتى إلى فندقي! إذن فله شأن سياسي أو غرامي، ولكن ما لي وهذا أو ذاك؛ إذ لا يهمني من أمره إلا أن يكون كيس نقوده ضخما!
ولما عاد إلى فندقه قال للمسافر: أي حاجة لمولاي؟
قال: أعندك خادم في بيتك؟
Shafi da ba'a sani ba
أجاب: بل عندي اثنان أيها المولى.
قال: هما شيخان أو فتيان؟
أجاب: أحدهما شيخ، والآخر فتى.
قال: إليك ريالا لكل منهما. فدع الشيخ يمضي ويشرب، والفتى يعدو للقاء عشيقته، فلست بحاجة إلى أحد سواك ها هنا.
فصدع نيكول بأمر الضيف، ثم عاد إليه، فوجده جالسا إلى النار، وقد أشرق منها الضوء على وجهه فبان كأنه في الأربعين من عمره، حديد البصر، طويل الشاربين، أقنى الأنف، قوي البنية، إلا أن أمارات الكآبة بادية عليه. فلما رفع بصره إلى نيكول وقف هذا متهيبا، وقال: إن خادمي قد ذهبا، وأقفلت الباب، ولم يبق هنا أحد إلا أنا وأنت يا سيدي.
وبعد هنيهة قال الرجل المجهول: أأنت من يدعى نيكول بوصه؟
أجاب: نعم، أنا نيكول بوصه دون غيري من الناس، أنا هو بعينه، صاحب فندق حملة السلاح، وخادمك المطيع.
قال: أنت ابن أخي ماروك؟
أجاب: نعم كان ماروك عمي، فوا حسرتى عليه.
قال: أما وقد تحققت أن اسمك نيكول، فهلا علمت أنك تستوجب الشنق؟
Shafi da ba'a sani ba
فارتجفت ساقا نيكول وقال: يا رباه! أنا أستوجب الشنق؟ ولماذا؟
قال: ألم يقتل هنا «المسيو دلاشسناي» في مبارزة منذ شهرين؟
أجاب: لقد كانت والله مشاجرة لا مبارزة. مشاجرة صغيرة يا مولاي!
قال: ألا تأتي إلى هنا «مدام بورتو» زوجة الرئيس الأول لنيابة نانت؟
أجاب: نعم، وتأتي أيضا سيدات كثيرات إلى هنا.
قال: أليس هذا المكان الذي يستقبل فيه «اللورد تروكمارتو» سفير إنكلترة جواسيسه وأرصاده؟
فلم يحر نيكول جوابا إلا أنه تصاغر واستكان.
فقال الرجل الغريب: لقد علمت يا مسيو نيكول أنني مطلع على شئونك. فلو أنبأت بها نائب الملك لتيسر لي أن أطوق عنقك وأصفد يديك، إلا أنني لست من أهل الشر ، فنم مطمئن القلب، وإنما تذكر في هذه الليلة عندما يمتد ستر الظلام أن فندقك هذا يكون لي أنا دون سواي.
قال: وإذا أتاه مسافرون فماذا أصنع؟
أجاب: سوف يأتيه مسافرون فتأذن بدخول كل من علقت بقبضة حسامه شريطة سوداء من الحرير.
Shafi da ba'a sani ba