أو يكون ثابتا (1) عند عدم الشيء. وما يغنينا أن يكون الشيء ثابتا في الأحوال (2)، ووجوده لا يكفى في أن يحصل الشيء بالفعل مثل هذا الذي هو الهيولى التي لا تفيد وجود الشيء بالفعل ، بل إنما تفيد قوة وجوده ، بل (3) الصورة هى التي تجعله بالفعل. ألا ترى (4) أن الخشب واللبن إذا وجدا كان للبيت (5) كون بالقوة ، ولكن كونه بالفعل مستفاد من صورته حتى لو جاز أن تقوم صورته لا في المادة لاستغنى عنها. وهذا الرجل ذهب عليه أيضا أن الخشبية صورة ، وأنها عند الإثبات محفوظة ، فإن (6) كان الذي يهمنا (7) في مراعاة شرائط كون الشيء طبيعة (8) هو أن تكون مفيدة للشيء جوهريته ، فالصورة أولى بذلك.
ولما كانت الأجسام البسيطة هى ما هى بالفعل بصورتها (9)، ولم تكن هى ما هى بموادها وإلا لما اختلفت.
فبين أن الطبيعة ليست هى المادة ، وأنها (10) هى الصورة في البسائط ، وأنها في نفسها (11) صورة من الصور ليست (12) مادة من المواد. أو ما في المركبات فغير خاف عليك أن الطبيعة المحدودة (13) وحدها لا تعطى ماهياتها ، بل هى مع زوائد ، إلا أن تسمى صورتها الكاملة طبيعة على سبيل الترادف ، فتكون الطبيعة تقال حينئذ على هذه (14) وعلى الأول بالاشتراك. وأما الحركة فهى أبعد من أن تكون طبيعة للأشياء ، فإنها كما يتضح طارئة في حالة النقص وغريبة عن (15) الجوهر.
Shafi 37