Shaytan Bantaur
شيطان بنتاءور: أو لبد لقمان وهدهد سليمان
Nau'ikan
قال: ألم أقل لك موعدنا منف؟ وها نحن قادمون، وهذه معالمها تبدو وتظهر، وتلك مجاليها تضيء وتزهر.
فأخذني الدهش، وصحت: الله أكبر!
فأنكر النسر علي صيحتي، وقال: ألم أؤدبك بالأمس؟ فهلا داريتنا في دارنا، وأرضيتنا في أرضنا؟
قلت: وما عساي كنت أقول يا مولاي؟
قال: كان أولى بك أن تسكت، أو أن تقول: الشمس كبيرة وحفيدها رمسيس كبير!
قلت: لا أعود لمثلها يا مولاي، فهل لي أن أرى حفيد الشمس ذاك؟
قال: ستراه وتسمعه، فلا تعجل ولا تؤذني بأسئلتك!
ثم استقر بنا الزورق ونالت أقدامنا منفيس، فإذا بها تحلت من الزخارف بكل نفيس، وتجلت تختال في حلل البهاء وتميس، حيث التفت رأيت حولي عزازة وعمارة، وثروة ويسارة، وصناعة وتجارة، وجاها وإمارة، وجنود البر والبحارة، من كل زي وشارة؛ فلم أتمالك أن اغرورقت عيناي بالدمع، فالتفت النسر إلي وقال: أدمعة سرور وفرح، أم عبرة أسى وترح؟
قلت: بل كلتاهما يا مولاي، فلئن سرني أن أرى هذا المجد لمصر أولا، لقد ساءني أني لا أراه لها أخيرا.
قال: لو أن فوق كل شبر من أرض مصر هدهدا يملؤه دمعا لما أغنى ذلك عنها شيئا، فعليك بالتأمل والاستقراء، قبل البكاء والاشتكاء، والتبصر والاعتبار، قبل النحيب والاستعبار!
Shafi da ba'a sani ba